Saturday, January 23, 2010

الحبيبة بنت الحبيب 12

(12)


الرحيل


لم تعد الزهراء تطالب بشئ بعدها , لكنها كانت دائما مستسلمة للحزن المقيم , الحزن فى القلب و الهم فى الصدر والدمع فى العين ... لم يعد لها من أمل إلا أن ترحل للقاء أبيها تحقيقا للبشرى التى كان صلى الله عليه و سلم قد بشرها بها أنها ستكون أول من يلحق به من قومه ...

الزمن : يوم الاثنين الثانى من رمضان سنة 11 هـ .

الأحداث : عانقت بنيها عناق مودع ...

استدعت (أم رافع مولاة أبيها صلى الله عليه و سلم ) و طلبت منها ماء للغسل .

اغتسلت كأحسن ما يكون الغسل , ثم ارتدت ثيابا جديدة .

قالت لأم رافع : " اجعلى فراشى فى وسط البيت ".

اضطجعت على الفراش , استقبلت القبلة ...

أغمضت عينيها .. ثم .. ثم ...

و قام على فحملها – باكيا – و دفنها بالبقيع ..

ودعها .. ثم عاد محزونا إلى بيته الموحش يضم صغاره ..

المسلمون فى كل المدينة محزونون باكون بعد أن شيعوا الزهراء – آخر بنات النبى – إلى القبر , و لم يكن قد مضى على رحيل

المصطفى ستة أشهر .

و فى المدينة – فى نفس الثرى – اجتمعت الأسرة : جثمان الرسول صلى الله عليه و سلم , و زينب , و رقية , و أم كلثوم ... و فاطمة ... رضوان الله عليهمن أجمعين .

و انتهت الحياة الأرضية للزهراء , و لكن التأثير كان عظيما فى الحياة الدينية و السياسية فيما بعد , فقد ظهر الشيعة , و حدثت مأساة كربلاء , و قامت الدول الفاطمية ... تأثير بالغ الأثر .

صلى الله على محمد

و رضى الله عن الزهراء

و عن آل البيت كلهم

و عن المسلمين أجمعين

مصطفى سلام

No comments:

Post a Comment