Saturday, January 23, 2010

الحبيبة بنت الحبيب 11

(11)


البيعة


رجال من بنى هاشم يجتمعون مع على على مسمع من الزهراء . الحديث يدور حول : كيف تعطى البيعة لأبى بكر و يُتجاوز على بن أبى طالب ؟ , إنه الأحق بالخلافة , فهو ربيب رسول الله , و هو زوج ابنته و ابن عمه , و هو أبو حبيبىْ رسول الله : الحسنين , و هو أول الناس إسلاما و أكثرهم علما و شجاعة و جهادا .

و يحملها زوجها على دابة و يطوف بها على الأنصار تطلب منهم مساندة ابن أبى طالب ، فيقولون لها : " يا بنت رسول الله لقد سبقت بيعتنا لأبى بكر , و لو سبق زوجك إلينا لما عدلنا به أحدا " .

فيقول على : " أفكنت أدع رسول الله فى بيته و لم أدفنه , و أخرج أنازع فى سلطانه ؟ "

و تقول الزهراء : " ما صنع أبو الحسن إلا ما ينبغى , و لقد صنعوا ما الله حسيبهم و طالبهم " .

وبعد عودتها إلى بيتها , إذ بضجة قرب الباب , إنه عمربن الخطاب يقسم منذرا أن يحمل عليا على بيعة أبى بكر اتقاءً للفتنة ... فتصيح الزهراء بكل اللوعة : " يا أبت رسول الله , ماذا لقينا من بعدك من ابن الخطاب و ابن أبى قحافة ؟ (أبو بكر) , فضج الناس بالبكاء , و عاد عمر حزينا مغلوبا على أمره , و جاء إلى أبى بكر و طلب منه أن يذهبا إلى فاطمة يسترضيانها , ولكنها لم تأذن لهما و أشاحت عنهما .....

أبو بكر : يا حبيبة رسول الله , و الله إن قرابة رسول الله أحب إلى من قرابتى , و إنك و الله لأحب إلى من ابنتى عائشة , و لقد وددت يوم مات أبوك أنى مت و لا أبقى بعده , أفترانى أعرفك و أعرف فضلك و شرفك , و أمنعك حقك و ميراثك من رسول الله (ص) , و لكنى سمعته صلى الله عليه و سلم يقول : " نحن الأنبياء لا نورث و ما تركناه صدقة " .

الزهراء : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله (ص) تعرفانه و تعملان به ؟

أبو بكر و عمر فى صوت واحد : نعم .

الزهراء : نشدتكما الله , ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاى , و سخط فاطمة من سخطى , فمن أحب فاطمة ابنتى فقد أحبنى و من أرضى فاطمة فقد أرضانى , و من أسخط فاطمة فقد أسخطنى ؟

أبو بكر و عمر : بلى سمعناه من رسول الله (ص)

الزهراء : فإنى أشهد الله و ملائكته أنكما اسخطمانى و ما أرضيتمانى , و لئن لقيت رسول الله لأشكوكما إليه .

فارتعبا لما سمعا , و خرج أبو بكر إلى الناس باكيا , يسألهم أن يقيلوه من بيعتهم , لكنهم أبوا حتى لا تكون فتنة .

مصطفى سلام

No comments:

Post a Comment