Thursday, January 28, 2010

رحم الله السادات




رحم الله السادات ..



فلقد كان رغم عسكريته – رجل سياسة مارسها فحنكته حتى قبل مشاركته فى حركة الجيش سنة 1952 و أبسط الأدلة على ذلك اتهامه بالاشتراك فى قتل أمين عثمان الذى كان مواليا للانجليز معتبرا العلاقة بين مصر و بريطانيا علاقة زواج كاثوليكى – أى لا انفصام لها .. و كان نتيجة لهذا الاتهام أن طرد من الجيش و اضطر – لكسب عيشه أن يعمل شيالا !!

يأخذ البعض عليه بعض المآخذ : أهمها – أهم إنجازاته – و هى تحرير الأرض المصرية بمعاهدة يسعى العرب حاليا إلى تحقيق شئ و لو يسير منها .. لقد سئل الأستاذ محمد حسنين هيكل – و كان أكبر المعارضين للسادات و لهذه المعاهدة – بدليل وضعه كتابا عن السادات كله تهجم عليه و على أهله – حين سئل الأستاذ هيكل عن هذه المعاهدة – بعد أن هدأت الأمور : قال : لم لم يعقد السادات هذه المعاهدة لكنا الآن نتفاوض على استعادة ربع سيناء .

يدل على حنكة السادات السياسية أن بيجن – رئيس وزراء اسرائيل الذى عقد معه المعاهدة – صرخ و صرح بعد ذلك : " لقد ضحك علىّ السادات !

و لم تكن هذه المغاهدة نتيجة استجداء بل نتيجة النصر الذى تحقق بفضل الله سبحانه سنة 1973 . إن العرب جميعا لم يكن بقدرتهم هزيمة إسرائيل بقوة السلاح وحده ، و مصر لم تنتصر فى هذه الحرب بقوة السلاح وحده – رغم أنها كانت القوة المؤثرة الهائلة – إلا أن سلاح الخديعة كان أحد الأسلحة التى أجاد السادات استخدامها .. و لست الآن فى مجال سرد بعض هذه الأساليب .

و أكاد أجزم أن العرب – رغم هذا السلاح – لم يكن فى إمكانهم هزيمة اسرائيل هزيمة ساحقة ماحقة ، فلعل من عايشوا هذه الفترة يدركون أن أمريكا فتحت كل تراساناتها فى كل أنحاء العالم ، حين استصرختهم جولدا مائير – رئيسة وزراء اسرائيل أثناء حرب 73 – فهبت أمريكا لنجدة الولاية الأمريكية الشرق أوسطية ، لا أدل على ذلك من أن دبابات اسرائيلية – أمريكية أسرها المصريون و هى لم تسر سوى 24 كيلومت – لقد أنزلت إلى أرض المعركة بالهيليوكوبتر الأمريكانى لتدعم و تنقذ اسرائيل .

هذا ما فعله الحليف الأمريكى .. أنظروا ما فعله الشقيق العربى : ذهب السادات إلى الكويت فى جولة لتدعيم مصر اقتصاديا ، فسأله صحفى كويتى : " ماذا فعلت فى جولتك التسولية " ؟

( لا تنسوا أن السادات استلم مصر مخربة اقتصادية بفعل الحروب و المغامرات السياسية غير المحسوبة – و برغم هذا دخل الحرب و بلده على شفا الإفلاس )

أما عن المعتقلين فى عصره و التعذيب – فهذا كله حديث خرافة يروج له أعداؤه ، فلم يقر أحد أنه تعرض للتعذيب ، و عن الاعتقال فلقد ارتكب السادات خطأ مبررا باعتقاله حوالى 900 من قادة الفكر و المعارضة فى سبتمبر – قبل استشهاده بشهر تقريبا – و كان ذلك لأسباب تكتيكية ذكرها هو نفسه و وعد أن يفرج عن الجميع بعد بداية سريان معاهدة كامب ديفيد – أى بعد أيام أو أسابيع قليلة .

أذكر من يتناسى أن السادات – الذى يُتهم بالتعذيب هو الذى جرّم التعذيب و أصدر ما يعنى عدم سقوط جرائم التعذيب بالتقادم ..

إن ذاكرة البعض منا – على ما يبدو – تحتاج إلى تنشيط ، و هنا أذكر بأباطرة عاشوا فى العصر الناصرى ، ابتكروا من وسائل التعذيب ما يندى له جبين الإنسانية و يرقص له طربا إبليس و ذووه .. من أراد أسماء فليذهب إلى كتب من سردوا معاناتهم فى السجون الناصرية ، و أخص بالذكر كتب الأستاذ المرحوم مصطفى أمين ( سنة أولى سجن ....... الخ )

لقد كان فك الحصار من حول الجماعات الإسلامية – على ما أعتقد – كارثة على السادات نفسه ، فلقد أفرج عنهم و منحهم مساحة من الحرية ، فكان أهم صيد لهم .. السادات .......

أخذ الكارهون للسادات عليه بعض بنود معاهدة كامب ديفيد .. هل يعلمون قدر التنازلات الى قدمها عبد الناصر نتيجة لعدوان 1956 ؟ - منها :

· السماح لاسرائيل بالمرور فى خليج العقبة و البحر الأحمر رافعة العلم الإسرائيلى .

· السماح لاسرائيل بالمرور فى خليج السويس و قناة السويس تحت علم بنما !!

· تحديد عدد القوات المصرية فى سيناء و تحجيمها و تحديد كم و كيف أسلحتها .

· وجود قوات دولية على الحدود المصرية لمراقبة تنفيذ مصر لهذه الشروط .

و لا أذكر باقى الشروط .. إلا أنى أذكر أن عبد الحليم حافظ رحمه الله تعالى قد أعلن بيانا غنائيا : " و انتصرنا .. انتصرنا .. انتصرنا ".. إنه الإعلام النازى الجوبلزى ( نسبة إلى جوبلز – وزير الإعلام فى ألمانيا النازية ) الذى يستمرئ قلب الحقائق .

( ردا فى القاعة السياسية بمنتدى أبناء مصر )

25 يناير 2008

No comments:

Post a Comment