Friday, January 29, 2010

ضحك كالبكا


ضحك كالبكا



هل صدق المتنبى حين قال : وكم بمصر من المضحكات , و لكنه ضحك كالبكا ؟

لقد تأملت – و أنا أسير فى حى الزيتون بالقاهرة – كيف ُيكرم و يخلـّد رجل من أسوأ الرجال , احتل مصر و أذل أهلها و و اعتقلها فى سراديب الظلام اعتقالا استمر خمسة قرون ؟

كيف يطلق اسم سليم الأول - الذى غزا مصر إبان القرن السادس عشر بعد أن انتصر على جيش السلطان الغورى بالخيانة و شنق المناضل طومان باى بعد أن ُسلم إليه بالخيانة أيضا - على شارع من أهم شوارع الزيتون ؟

و العجب المضحك المبكى أن شارعا آخر موازيا يطلق عليه اسم طومان باى !! و كأن هناك حكمة فى ذلك مفادها استمرار إذلال طومان باى كلما أطل من شارعه إلى شارع غريمه ليذكره بحادثة شنقه على باب زويلة ..

فهل تجد فى أي بلد من بلدان العالم بكل درجاته : الأول أو الثانى أو الثالث بلدا تكرم محتليها و تخلد مذليها كما نجد فى مصرنا الكريمة ؟

هل أطلقت دولة آل عثمان – التى احتلت مصر – اسم تيمورلنك الذى قهر بايزيد الأول العثمانى و أمعن فى إذلاله – على أحد شوارع الدولة العثمانية ؟!!

و لو تجولنا فى مدن مصر ستجد تخليدا لكتشنر و لقمبيز و فيكتوريا و غيرهم ممن افترى على مصر و الشعب المصرى .

فهل نجد ممن يعرف التاريخ من المسئولين من يصوب هذا الانحراف ؟

مصطفى درويش سلام


No comments:

Post a Comment