Saturday, January 23, 2010

من صفحات التاريخ

العهد البائد


حين قامت ثورة يوليو 1952 أطلقت على العهد السابق لها اسم العهد البائد و وصمته بكل ما عنّ لها من أسوأ الصفات : عهد المحسوبية و الوساطات و الرشاوى واستغلال النفوذ و الثراء غير المشروع .. الى آخر تلك الصفات التى تجعل جبينك يندى لها خجلا من أن بلدك قد مر بها مثل هذا العصر .. و لكن : دعنى أنقل إليك – نقلا أمينا لمقالة وردت بإحدى صحف أيامنا هذه – صحيفة حرة طبعا و ليست قومية – فاقرأ ما فيها , و أدرك معانيها , و تأمل مراميها :

محمود فهمى النقراشى باشا : رئيس وزراء مصر مرتين ( فى العهد البائد – قتل سنة 1948) كان يسكن فى منزل رقم 9 بشارع رمسيس بمصر الجديدة يستأجره بمبلغ 13 جنيها شهريا و يتكون من طابقين و حديقة . و اعترافا بفضله وافق ابراهيم عبد الهادى – رئس وزراء مصر بعد ذلك على بيع البيت – الذى كان مملوكا لإحدى شركات الحكومة – إلى ابنه وابنته بمبلغ 600جنيه و لكن أمهما أبت فى البداية ثم وافقت بعد ذلك. بعد نصف قرن من الزمان هدم البيت و بنى على أرضه قصر يملكه وزير الإسكان السابق محمد ابراهيم سليمان الذى باعه بعد ذلك بأكثر من أربعين مليون جنيه !!!!

هل تعلمون قدر المعاش الذى تقرر للنقراشى باشا بعد خدمته الطويلة ؟ لقد كان 87 جنيها و 853 مليما , و لما كان الرجل ( الباشا رئيس وزراء مصر و وزير داخليتها و خارجيتها) يمر بأزمة مالية فقد استبدل جزءا من معاشه (يعنى قرض) يخصم من هذا المعاش بقسط شهرى قدره 27 جنيها و 116 مليما !!! و رغم هذا فقد تبرع سعادته من هذا المعاش بمبلغ يخصم شهريا قدره خمسة جنيهات لمشروع الدفاع الوطنى !!!

رفض النقراشى باشا عضوية مجلس إدارة شركة قناة السويس ذات العائد المغرى .

النقراشى باشا :

1 – تولى رئاسة الوزارة مرتين قبل الثورة .

2- تولى وزارات مختلفة مثل المواصلات و الداخلية و الخارجية و المالية و المعارف العمومية

( التربية و التعليم )

3 – اتهم بالاشتراك فى اغتيال السردار البريطانى (المستشار العسكرى للجيش ) السير لى ستاك

سنة 1924 و اعتقل ثم أفرج عنه , و اعتقل مرة ثانية سنة 1925 متهما بأعمال وطنية .

4- و قبل ذلك طرد من وظيفته فى الإدارة التعليمية بأسيوط لاتهامه بالانتماء لتيار سعد زغلول .

و بعد , فهذا رجل من العهد البائد ( و غيره كثبر )... فما رأيكم فيه ؟

مصطفى درويش سلام

No comments:

Post a Comment