Tuesday, February 2, 2010

إلى وزير التربية و التعليم

إلى الدكتور أحمد زكى بدر
وزير التربية و التعليم الجديد


سيادة الوزير:

تفضلتم بالحديث عن التوسع فى عدد المدارس و ترميم ما هو مستحق للترميم .. و هذا

أمر لا شك هام و ضرورى .

سيادة الوزير هناك أمر ذو أهمية قصوى و هو ضبط العمل داخل المدرسة ، فلا يخفى على سيادتكم ما آل إليه دور المدرسة من فوضى لا تبشر بخير .. بل أكاد أقول أنها لم تعد أهلا للقيام بدور ما سوى إعتياد أبنائنا على الفوضى و عدم احترام النظام – لماذا ؟

إلى جوار ما سيسوقه الآخرون أضيف أن المدرسة لا سلطة لها و لا سلطان على العاملين بها ، بل إن الموجه (بكل درجاته ) لا سلطان له على المعلم – اللهم إلا النصح و الإرشاد ، و من شاء فليتبع ، و من شاء فليمتنع !!

مدير المدرسة – و قد يكون مديرا عاما – ليس لديه سلطة العقاب و لا الثواب ، فالكل يحصل على كل المميزات بغض النظر عن كم عطائه و كيفه . أما إذا ما ارتكب عامل بالمدرسة خطأ جسيما ، فما على مدير المدرسة إلا أن يخاطب الإدارة التعليمية التى تحيل كلا من المدير و العامل المخطئ إلى الشئون القانونية التى غالبا ما تتدخل العلاقات المشبوهة الخاصة – و منها المجاملة بالدروس الخصوصية – فيخرج المخطئ من المشكلة أكثر قوة و تبجحا .

أما عن التقارير السنوية التى يشارك الموجه فى وضعها ، فلا قيمة لها ، إذ هى مؤشر فقط لأقدمية العامل ، و لا يستطيع – الموجه أو مدير المدرسة – وضع تقرير لا يرضى عنه المعلم ، و إلا فالشكوى و الشئون القانونية و اللجان ... الخ

إذن فلا بد من منح مدير المدرسة السلطة التآ يستطيع بها أن يضبط العمل داخل مدرسته.

أما عن انتظام التلاميذ بالمدرسة ، فأذكر أنه عقب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات – رحمه الله – صدر قانون يجبر الطلاب على حضور نسبة 85 % من عدد أيام الدراسة و إلا حرموا من دخول الامتحان – لا أخبرك – سيادة الوزير – عن مدى الانتظام الذى حدث فى المدارس بعد صدور هذا القانون – لقد أصبحت نسبة الحضور 100 % أمرا عاديا ، لكن المخربين سرعان ما أقلقهم هذا النظام ، فأصدروا قرارا آخر باستثناء الأجازات المرضية !! .. أقسم لك يا سيادة الوزير أنه بعد صدور هذا الاستثناء مباشرة ، تضاءلت نسبة الحضور حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن .

أرجو أن يفعل هذا القانون إن كنا حريصين على انتظام العمل بالمدارس .

هذا من حيث الشكل ، أما من حيث المضمون .. فأرجو أن تسمحوا لى بحديث آخر لأنى متأكد أنى بحديثى هذا قد أصبتكم بالملل و الضجر .

أختم بإخباركم أنى فى قمة التفاؤل بتوليكم هذا المنصب ، فما أسمعه عنكم من حزم و حسم يؤكد هذا التفاؤل .

و أدعو الله سبحانه و تعالى أن يوفقكم و يعينكم على هذه المهمة العسيرة .

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،

مصطفى درويش سلام

موجه عام سابق للفلسفة


حوار عن الحضارة




حوار :


عن الحضارة


(1)

سيدتى الأستاذة

موضوعاتك و تعليقاتك فيها ما يثير العقل و يحفزه على الرد ، فأرجو ألا تسِيأك لجاجتى فى الرد عليك ، و هو و إن اتخذ صفة الرد – كما يحلو للمنتدى أن يسميه – إلا أنى أرى فيه مواصلة و اتصالا يثرى و لا ينقص .

تحدثت – سيدتى عن التقدم و الحضارة و كيف نسئ فى مجتمعنا العربى استخدامهما – لماذا نحن كذلك و الغرب لا يفعل – لا يسئ هذا الاستخدام ؟

المشكلة يا سيدتى تكمن فى أن الغرب هو مبتكر هذه الحضارة و بالتالى فهى تتواءم مع ثقافته و تساير عاداته و تقاليده و أخلاقياته ، أما نحن فإن هذه الحضارة ليس لنا فيها باع و لا ذراع ، لسنا غير مستهلكين لعلوم الآخرين و مخترعاتهم ، و بالتالى – و لأننا نختلف عن المنتج (بكسر التاء) فى الثقافة ، فكثيرا ما يأتى استخدامنا لهذا المنتج (بفتح التاء) استخداما ساذجا (عبيطا !!) ، وإنك لتعلمين أن لكل اختراع جانبين : إيجابى و سلبى ، المنتِج يدرك تماما الإيجابيات ، أما نحن ، فلضحالة الثقافة تبهرنا السلبيات .

و الحضارة مثلها كمثل الأوانى المستطرقة يصب الأعلى فى الأدنى آليا ، مع الفارق : أن الأعلى فى الحضارة لا يصب إلا ما تسمح به مصالحه و يضن بما لا يؤثر على تفوقه ، و يوم يكون لنا إسهام فى الحضارة الإنسانية من جديد ، سنتدارك هذه الفجوة و نعتلى مكانا عليا .

أما ما ورد فى كلمتك عن الاقتباس : فهناك – حتى فى الشعر العربى نماذج له – و هو نوعان : مقبول و سخيف ، الأول اتخاذ الموجود و تطويره و تحسينه أو الوصول من خلاله إلى منتج جديد مغاير..

أنظرى – سيدتى – مثلا لهذا منتجات الصين ، التى ما تركت منتجا عالميا إلا أخذته و أدخلت عليه و غزت بهذا المنتج الجديد حتى بلدان المصدر .

و لكن كيف يكون لنا مثل هذا الإسهام : نعود إلى صلب مقالتك : التعليم .. التعليم .. التعليم .

و لكن : ما هو هذا التعليم الذى يمكننا من الوصول إلى هذا الهدف ؟

أعتقد أن مقالا آخر جدير بأن يرصد للحديث فى هذا الموضوع .

كل التقدير لك ، و لذهنك المتقد ، و لفكرك التقدمى .


مصطفى سلام




(2)



سيدتى الرقيقة ، و الباحثة الدقيقة

أستاذة الفكر و النور فى منتدانا : الأستاذة لميس

أكرر : كل سنة و أنت طيبة جدا و فى قمة الصحة و ذروة السعادة .

سيدتى :

هل حقيقة لبحثك قيمة ؟

معاذ الله أن يخطر على بالى إجابة سالبة لهذا السؤال ، و إلا أكون قد أنكرت عن جهل جهود العلماء فى النهوض بالمجتمع الإنسانى ، و لكن ما قصدته ، أن مثل بحثك هذا كفيل أن يقيم الدنيا و لا يقعدها لو كانت هناك آذان تسمع , وعقول تعى ، و قلوب تؤمن .. و لكن - و إن كنت يائسا من وجود تلك الآذان و العقول و القلوب ، فإن أملى كبير فى الله أن يقيض لمقالتك هذه من قادة الأمة من يسمع و يعى و يؤمن .. و لو من بعد حين .

و هل أنت تحرثين فى البحر ؟

رغم الجهالة التى تسم مجتمعنا ، و انعدام الهمة و الرغبة و الإرادة اللازمة لإحداث التقد على النهج الذى تفضلت بالإشارة إليه .. إلا أن مجتمعاتنا اليوم مشغولة بأمور أخرى تراها أجدر بالاهتمام من مسألة التقدم ، كمباراة لكرة قدم ، و ما إلى ذلك ..

و السؤال : هل نكف عن الدرس و البحث و الدعوة ؟ .. نكون فى هذه الحالة كالشيطان الأخرس ، لقد عانى المصلحون العظام الأهوال فما ضعفوا و ما استكانوا - قاسم أمين - الداعى إلى تحرير المرأة - توفى سنة 1906 - ووجه بما يهد الجبال الراسيات ، لكنه لم يستكن و ظل يدعو حتى نجحت دعواه فيما أراد الوصول إليه (و لكنه لا يدرى بما آل إليه حال السفور فى أيامنا هذه !!!!!)

سيرى - سيدتى - على بركة الله ..

و ستجدين فى المخلصين من المثقفين سندا لك و عونا .

و منى أنا شخصيا كل المودة و المحبة و الإعجاب .

باركك الله ،،،

(3)



لقد أسمعت إذ ناديت حيا .. ولكن لا حياة لمن

تنادى



الباحثة الجليلة الأستاذة لميس الإمام ( و ولدها الأستاذ عبد الرحمن ! )

أخشى سيدتى أن أقول إنك تحرثين فى البحر !!

فالتربية – كما تفضلت و ذكرت – هى عماد التقدم و الرقى ، و لنتفق على أهداف أفترضها للتربية :

الجانب الثقافى : المحافظة على الأصيل من عادات الأمة و تقاليدها التى تحفظ عليها خصوصيتها و إنـّيتها مع مراعاة تطورات العصر، أخلاقها المتينة التى تقيد السلوك بقيود سامية حتى لا يضل الطريق .

الجانب المادى :المتمثل فى العلم و الإيمان بحتميته فى إنقاذ الأمة أولا من براثن الجهل ، ثم الانطلاق بها بعد ذلك إلى سماوات الرقى .

و أقول و الحسرة تملأ نفسى أن رجلا أميا – محمد على – الذى تولى حكم مصر منذ 1805 و حتى 1848 ثم توفى بعد ذلك بعام – أدرك هذا الرجل هذه الحقيقة ، آمن فعمل فوصل بمصر إلى مصاف الدول العظمى فى ذلك الحين .

و لكن الاستعمار فى ذلك العصر خشى من هذا التقدم المذهل الذى يهدد مصالحه ، ففعل مثل ما فعلت أمريكا باليابان فى نهاية الحرب العالمية الثانية ، وبدلا من ضرب مصر بقنبلة نووية – حيث لم تكن الذرة قد عرفت – فإنه – إنجلترا و الدول الأوربية – قد تصديتا له بالقوة العسكرية ، و أوقفت – بمقتضى معاهدة لندن 1840 – نمو القوة المصرية .

و لما أراد الخديو اسماعيل – حفيد محمد على – إعادة بناء الدولة المصرية القوية – تصدى لد الاستعمار بوسيلة أخرى – الوسيلة الاقتصادية – فأوردته موارد التهلكة بواسطة الديون ـ حتى وصلت إلى الضغط على السلطان العثمانى فأصدر فرمانا بعزل إسماعيل .

ثم جاء الاستعمار البريطانى سنة 1882 ، و تولى أمر التربية و التعليم فى عصره (جلوب باشا) الذى كانت أولى مهامه أن يفرغ التعليم من جوهره و مضمونه و يكتفى بالمظهر إيمانا منه بأن التعليم هو أساس نهضة الأمم و أن الأمة الجاهلة أسلس قيادا من الأمة المتعلمة .

و لم يكن الحال – منذ أن تولى أمرنا رؤساء منا ، أسعد حالا ، فقد أصبح التعليم عندنا هو الرجل المريض الذى لا يرجى شفاؤه إلا بثورة تربوية تعليمية تطيح بتلك الأدمغة العفنة التى لا ترى من الحياة إلا يومها ، أما الغد فهو أبعد كثيرا من أفهامهم و تصوراتهم .

انهيار التربية و ( التعليم ) فى مجتمعنا – و هذا موضوع يمكن أن يكون محل دراسة مفردة – أدى إلى الانهيار الكلى العام : فى الضمير و الصحة و الأداء العام ..الخ .. لقد وصل إلى حد الكارثة !

منذ سنوات : صرخ الأمريكيون – حين تفوقت عليهم اليابان – بصرخة مدوية : ( أمة فى خطر ) ، و كان الرد على هذه الصرخة : التفوق اليابانى فى مجال التعليم ، فبدأ عندهم العلاج .

التقدم يا سيدتى – حسب عقيدتى – يستند إلى مجموعة من الثروات : أهمها الثروة البشرية و الثروة المادية (أرض ، بحار ، معادن ، بترول ... الخ )

أما الثروة البشرية فهى الركيزة الأساسية فى عملية التقدم ، و ليست هذه الثروة مجرد كم يحصى ، و لكنها كيفٌ يتمثل فى العلم و العلماء و الأدب و الأدباء و الفن و الفنانين .. إنها الجانب العقلى ( و الخلقى ) فى الإنسان ، و على قمة هذه الثروة : إرادة شعبية فى الترقى تخلقها التربية ، و إرادة صارمة من القيادة تقود عملية التقدم.

إنه لمما يبكينى أن أجد بلدنا ترصد ميزانية للبحث العلمى أدنى كثيرا مما ترصده لكرة القدم !!

إنه لمما يبكينى أن أجد علماءنا يحصلون على أجور لا تساوى عشر معشار ما يحصل عليه سمكرى سيارات أو مقاول بناء !!

ألا تشاركيننى البكاء ؟!!!

أرجو المعذرة لهذا الاستطراد فى الحديث لكن عذرى أنى به أنفـّس عن آلام ناتجة عن جرح لا يندمل فى قلبى نكأتِه ثم ضغطى عليه فاشتد بى الألم !!

ندعو الله أن يهيئ لمصر محمدا عليا آخر يعيد أمجاد محمد على باشا – رحمه الله .

مع كل التقدير و الاعتزاز .



مصطفى سلام

Sunday, January 31, 2010

الحب فى الله 1

الحب فى الله

* محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم (الفتح 29)

* و الذين تبوءو الدار و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم (الحشر 9)

1- عن أبى هريرة - : إن الله يقول يوم القيامة : " أين المتحابون فىّ ، أين ...

2- عن أبى هريرة : أن رجلا زار أخا له ....

3- عن أبى إدريس : قلت لمعاذ بن جبل : و الله إنى أحبك لله ..... فقال : أبشر فإنى سمعت رسول الله ص يقول : قال الله : وجبت محبتى للمتحابين فىّ

4- قال معاذ بن جبل : سمعت رسول الله يقول : قال الله : المتحابون فى جلالى لهم منابر من نور يغبطهم النبيون و الشهداء

----------------------------------------

1- أبو هريرة : تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين و يوم الخميس ، فيغفر الله لعبد لا يشرك بالله شيئا ، إلا رجلا كانت بينه و بين أخيه شحناء ، فيقال : أنظرا هذين حتى يصطلحا (3 مرات )

2ـ عن أبى أيوب الأنصارى : لايحل لرجل أن يهجر أخاه ....

3ـ عن أنس : ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما ، و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، و أن يكره أيعود فى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف فى النار

4ـ سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله ... منهم : رجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه

5ـ ابو هريرة : و الذى نفسى بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، و لا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم

6ـ ص : أذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه

7- أن رجلا كان عند النبى فمر به رجل فقال يارسول الله إنى لأحب هذا ، فقال ص أأعلمته ؟ قال لا ، قال أعلمه . فلحقه فقال إنى أحبك فى الله ، فقال :أحبك الذى أحببتنى له

الحب مبدأ هام من مبادئ الإسلام ، و هو مبدأ ذو ثلاث شعب : حب المسلم لأخيه المسلم ،


حب العبد لله ، حب الله للعبد :

(1)


حب المسلم لأخيه المسلم


و هذا الحب هو أساس قيام الجماعة الإسلامية ، و مبدأ قوة المجتمع الإسلامى ، و قد بين لنا القرآن الكريم أن الرحمة – و هى إحدى مظاهر الحب ـ صفة من صفات النبى – صلى الله عليه و سلم – و صفة من صفات أصحابه رضى الله تعالى عنهم – فيقول – سبحانه – فى سورة الفتح : " محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم "

الإسلام دين السماحة

الإسلام دين السماحة


حين فتح الله الأندلس للمسلمين ، وجد السيحيون فى تلك البلاد لونا جديدا من المعاملة لم يألفوها

من قبل ، فلقد أعفى المسلمون من الجزية غير القادرين ، و أسندوا جمعها إلى موظفـــــــين من

، النصارى ، و لقد وجد اليهود و النصارى و العبيد الأندلسيون من المسلمين تسامحا استمتعوا

من خلاله بحرية لم يعهدوها من قبل


(أما اليهود فقد كانوا من قبل يرزحون من ظلم الحكام القوط (حكام الأندلس قبل الفتح

الإسلامى

و استمر هذا العنت فترة طويلة إلى أن جاء المسلمون فحرروهم من هذا الاضطهاد ، و سمحوا

لهم بحرية التجارة التى لم يكن مسموحا لهم أن يمارسوها ، كما أتاحوا لهم حرية الملكية

الخاصة ، و لقد

اشتهر منهم العديد فى ميادين العلم و الأدب

أما النصارى ،الذين كانوا يعانون من اضطهاد المذهب الكاثوليكى لهم ، حتى أنه كان يتعين

على الملوك أن يقسموا بأنهم لا يسمحون بقيام أى مذهب يخالف المذهب الكاثوليكى و قد حرم

على أى شخص أن يشك فى الكنيسة الكاثوليكية

نال النصارى بعد الفتح الإسلامى من الحرية أكثر مما كانوا يتمنونه : فأقاموا الشعائر و بنوا

الأديرة ،و عملوا فى المناصب العالية فى قصور الملوك و فى الجيش

و إليكم حادثة يدل دلالة قاطعة على مدى تسامح الإسلام تجاه العقائد الأخرى : فلقد قام القسس

و الرهبان بتهييج بعض السيحيين على الإسلام و المسلمين ، فقاموا بالطعن على الإسلام و

المسلمين و قدحوا فى الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، و لقد واجه المسلمون هذا الهوس

بالحسنى معتبرين هؤلاء الغوغاء من المجانين الذين لا يراعون حرمة الإسلام كما يراعى

المسلمون حرمة

المسيحية

أما العبيد - أو رقيق الأرض - فنتيجة للمعاملة الإسلامية الحسنة ، فقد اعتنق الكثير منهم

الإسلام و استمتعوا فى حياتهم بحقوق كانت محظورة عليهم ، و قاموا بزراعة الأرض

لحسابهم و أدوا عنها

(الخراج ( الضريبة

:قالوا

البطريرك : عيشويابه 1258 :


إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم ليسوا أعداء للنصرانية ، بل يمتدحون

ملتنا و يوقرون قديسينا و قسسنا و يمدون يد المعونة إلى كنائسنا و ديننا


ميشو : لما استولى عمر على مدينة أورشليم (القدس) لم يفعل بالمسيحيين ضررا قط ، و لكن

لما استولى المسيحيون على المدينة قتلوا المسلمين و لم يشفقوا


ميشون : معاملة المسلمين للمسيحيين تدل على ترفع فى المعاشرة و حسن مسايرة و لطف و

مجاملة ، و هو إحساس لم يشاهد فى غير المسلمين


السير توماس أرنولد : لقد عامل المسلمون الظافرون المسيحيين بتسامح عظيم ، .... و

نستطيع أن نقول بكل صدق أن القبائل المسيحية التى اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار و

إرادة حرة

و أقوالهم فى هذا المضمار كثيرة .. فهل ترى أعظم من هذا دينا ؟ هل ترى أعظم من هذا

تسامحا ؟


"و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "



صدق الله العظيم

للمزيد من القراءة :

سماحة الاسلام - د. أحمد محمد الحوفى

محمد رسول الله - الشرقاوى

انتشار الإسلام - توماس أرنولد

الإسلام - الكونت دى كاسترى

دولة الإسلام فى الأندلس - محمد عبد الله عنان

Saturday, January 30, 2010

قطوف

قطوف

القطف الأول


إذا سئلت سؤالا منفيا مثل : ألستَ فلانا الفلانى ؟ فكيف تجيب ؟ :

· إذا قلت نعم فمعنى ذلك أنك لستَ فلانا الفلانى .

· أما إذا كنت فعلا فلانا الفلانى فينبغى أن تجيب : بلى .

و فى القرآن الكريم أسئلة كثيرة منفية .. تعالوا نستعرض بعضها :

· ألست بربكم ؟

· أليس فى جهنم مثوى للمتكبرين ؟

· أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى ؟

· ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ؟

فكيف تجيب على هذه الأسئلة المنفية ؟

تحذير شديد جدا : احذر الإجابة على هذه الأسئلة بـ (نعم ) و إلا خرجت من دائرة الإيمان إلى دائرة الكفر !!!!!!!

أما الإجابة الصحيحة فهى :

· بلى (فقط ) ...... أو بلى أنت - سبحانك - ربنا .

· بلى (فقط ) .. أو بلى فى جهنم مثوى للمتكبرين .

· بلى (فقط ) ... أو بلى قادر .

· بلى (فقط ) .. أو بلى رأيتُ .

تقبل الله منى و منكم .. و الى اللقاء فى الحلقة التالية ,,,

مصطفى سلام


قطوف


الِقطفْ الثاني


فى الصلاة قرأ الإمام قول الله عز و جل : " و إذ قال ابراهيم ربى أرنى كيف تحيى الموتى , قال أو لم تؤمن , قال بلى و لكن ليطمئن قلبى " .

عمّ سأل ابراهيم ؟ هل شك ابراهيم فى قدرة الله على إحياء الموتى – حاشا لله .

لقد سأل عن الكيفية و ليس عن القدرة , و فرق كبير بين السؤال عن القدرة والسؤال عن الكيفية.. فهو – عليه السلام – مؤمن بقدرة الله على الإحياء و لكنه يريد أن يعلم : كيف .

سأله المولى سبحانه و تعالى : " أو لم تؤمن " ... فكيف يرد الخليل .. ارجع إلى القطف الأول لتتذكر كيفية الإجابة عن السؤال المنفى ... قال " بلى "

حينذاك ضرب الله له مثلا عمليا , و التجربة الحسية المشاهدة خير برهان و دليل و خير معلم لمن أراد أن يتعلم ... " قال خذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا " ... و نتيجة لهذه التجربة العملية لا بد أن تكون النتيجة : " و اعلم أن الله عزيز حكيم ".

سبحان الله .

و إلى اللقاء فى القطف التالي ,,,


مصطفى سلام


قطوف


القطف الثالث

-----

يقول الحق سبحانه و تعالى :

" و ذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه " .

كيف يطن ذو النون – يونس عليه السلام – أن الله لن يقدر عليه , ألا يعلم أن الله سبحانه و تعالى قادر على كل شئ ؟ .. و هو نبى من الصالحين ؟

تعالوا معا نتأمل معانى ( الجذر اللغوى ) : }ق د ر { :

المجموعة الأولى :

· قل إن الله قادر على أن ينزل آية

· قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ..

· أو لم يروا أن الله الذى خلق السموات و الأرض قادر على أن يخلق مثلهم .

· أو ليس الذى حلق السموات و الأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ....

.................... الخ

· و لو شاء الله لذهب بسمعهم و أبصارهم إن الله على كل شئ قدير .

· ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير .

· فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير

................... الخ

· فى مقعد صدق عند مليك مقتدر

المجموعة الثانية :

· فظن أن لن نقدر عليه .

· و أما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقة .

· إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر .

· و يكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده و يقدر.

· و أما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ...

................. الخ

المتأمل فى آيات المجموعة الأولى يرى أنها – و أمثالها تدور حول قدرة الله , فـ (قادر ) اسم فاعل من قدر , ( قدير ) على وزن فعيل اسم مبالغة من (قادر ) ثم ( مقتدر ) و هو الأكثر قدرة .. إذن فمعنى الجذر اللغوى هنا ( ق د ر) يدور حول قدرة الله و استطاعته اللامحدودة .

أما آيات المجموعة الثانية : فيختلف فيها معنى الجذر ( ق د ر ) ليصبح ( ضيـّق ), عكس كلمة (يبسط) التى تعنى يوسع ......

و بهذا يتبين معنى الآية : " فظن أن لن نقدر عليه " .. أى فظن أن لن نضيق عليه سواء فى الرزق أو فى أى جانب من جوانب الحياة .

و إلى اللقاء فى قطف آخر ,,,

مصطفى سلام

رمضان 1327 هجرية سبتمبر 2006 م


قطوف


القطف الرابع



روى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لقى أبا جهل , فصافحه أبو جهل , فقيل له : يا أبا الحكم ( كنية أبى جهل) , أتصافح هذا الصابئ ؟ فقال : و الله إنى لأعلم أنه نبى , لكن متى كنا تبعا لبنى عبد مناف ؟

و قد اختلى الأخنس بن شَـريق بأبى جهل , فقال له يا أبا الحكم , أخبرنى عن محمد : أصادق هو أم كاذب , فإنه ليس ها هنا من قريش أحد غيرى و غيرك يسمع كلامنا , فقال له أبو جهل : ويحك ! و الله إن محمدا لصادق , و ما كذب محمد قط , و لكن إذا ذهب بنو قصى باللواء والحجابة و السقاية و الندوة و النبوة , فماذا يكون لسائر قريش ؟

فنزلت الآية الكريمة :

" إنه ليحزنك الذى يقولون فإنهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بآيات الله يجحدون "

مصطفى سلام


قطوف

القطف الخامس


· قال صلى الله عليه و سلم : سيكون من أمتى علماء فساق , و قراء جهال .

· و قال صلى الله عليه و سلم : أشد الناس حسرة يوم القيامة عالم علم الناس و نجوا به , و ارتهن هو بسوء عمله .

· قال يحيى بن معاذ : العلم قبل العمل , و العقل قائد الخير , و الهوى مركب المعاصى , و المال داء المتكبر

· قال بعض الصالحين : إن العلماء يسقون الناس , فبعضهم من الفدران و الحياض , و بعضهم من العيون و القلب , و بعضهم من البحار الواسعة .

· قال حاتم : لا تنظر إلى من قال و لكن انظر لما قال .

· قال الثـورى : نعوذ بالله من فتنة العالم الفاجر , و فتنة القائد الجاهل .

· قال أبو مسلم : العلماء ثلاثة : رجل عاش بعلمه و عاش به الناس , و رجل عاش بعلمه و لم يعش به الناس , و رجل عاش بعلمه الناس و هلك هو .


فتافيت

فتافيت


( الفتفوتة الأولى )

النيل

كان النيل :

1- فى منتصف القرن السابع الميلادى – عند الفتح الاسلامى لمصر – كان النيل يسير مقتربا من مسجد السيدة زينب الحالى ثم يأخذ مجراه فى نفس المسار المسمى الآن شارع محمد فريد ثم يسير مكان ما يسمى الآن شارع الجمهورية ليصل إلى ميدان رمسيس الحالى عند المقس – أى الجمارك – التى كانت تقع عند باب البحر بجوار مسجد أولاد عنان .

2- و قد غير النهر مجراه بعد ذلك ثلاث مرات حيث سار أحيانا مكان شارع أبو سيفين ثم شارع منصور و مرة أخرى غير النهر مجراه – أيام صلاح الدين الأيوبى – حيث سار مكان شارع قصر العينى الحالى ثم ميدان التحرير ثم يتجه غربا حتى بعد شارع 26 يوليو ( الحالى ) ثم يتجه شمالا ..

3- و فى سنة 1174 م تراكم الطمى فى المنطقة المسماة الآن باب الحديد أو ميدان رمسيس حيث ظهرت حوله جزيرة الفيل و مكانها الآن أحياء شبرا و و جزيرة بدران و السبتية , ثم ينحسر النيل عن المنطقة التى سميت بعد ذلك (بولاق ) التى أصبحت ميناء القاهرة النهرى .

4- عند المقس – خلف جامع أولاد عنان – أنشئت منظرة ( شرفة ) كان يجلس فيها الخليفة الفاطمى عند توديع أو استقبال الأسطول الحربى الذى كان يخرج من المقس فى النيل إلى دمياط .. لاحظ أن هناك شارع مازال يحمل اسم (باب البحر)

5- و فى شمال المقس وقعت أرض الطبالة التى تحتله الآن أحياء الفجالة و بعضا من الظاهر و الشرابية .

و إلى اللقاء فى فتفوتة أخرى

مصطفى سلام


قصر النيل

------

ابراهيم باشا ( ابن محمد على ) هوأو ل من اهتم بتعمير المنطقة الواقعة بين منطقة أبو العلا إلى جنوب كوبرى قصر النيل الحالى . فأمر بردم البرك فى هذه المنطقة و تمهيدها , و ذلك تجميلا للشاطئ الشرقى للنيل .

و كان محمد على باشا قد بنى لابنته نازلى هانم قصرا على شاطئ النيل – مكان جامعة الدول العربية و ما جاورها – و لذلك سميت المنطقة باسم قصر النيل . هذا القصر هدمه سعيد باشا (ابن محمد على) ليبنى محله معسكرا لإقامة الجند فيه .

أما عن كوبرى قصر النيل ( أول كوبرى ينشأ على النيل من مجراه إلى مصبه ) , فقد بدأ الخديو اسماعيل بناءه عام 1869 و افتتح سنة 1872. و كان طوله 406 أمتار و أقيم على جوانب الكوبرى تماثيل الأسود ( السباع ) الأربعة ( و من هنا أطلق على الخديو اسماعيل: أبو السباع .. و عمم اللقب حيث يطلق حتى الآن على كل من يسمى اسماعيل !! ) , و قد تكلف هذا الكوبرى 108 جنيهات !!! ثم – و فى نفس العام أنشأ اسماعيل كوبرى ( البحر الأعمى ) ( تكلف 40 ألف جنيه فقط ) .. الذى أطلق عليه العامة فى بعض أزمنة القرن العشرن ( كوبرى بديعة ) نسبة إلى الفنانة ذائعة الصيت فى ذلك الحين – بديعة مصابنى - و التى كانت قد أنشأت الكازينو الخاص بها بجوار هذا الكوبرى ) , ثم سمى فى عهد الثورة ( كوبرى الجلاء ).

و فى عام 1931 هدم الملك فؤاد الأول كوبرى قصر النيل ( الإسماعيلى ) و بنى مكانه الكوبرى الحالى بتكاليف قدرها 308250 جنيها و 250 مليما !!

و افتتح الملك هذا الكوبرى سنة 1933 و أطلق عليه اسم والده اسماعيل ( المنشئ الأصلى للكوبرى ) , و أعاد الأسود الأربعة على مداخل الكوبرى .

تغير اسم الكوبرى فى عهد الثورة – كما تغيرت أشياء كثيرة بقصد الحط من إنجازات أسرة محمد على – فسمى : كوبرى التحرير ثم كوبرى جمال عبد الناصر ( من منكم يعلم شيئا عن أنه مسمى بهذه الأسماء ؟! ) .. كلنا نقول : كوبرى قصر النيل .. فالشعوب أقوى من قرارات الحكومة !!

مصطفى سلام



الفتفوتة الثالثة

---

شبرا و روض الفرج

..............

فى سنة 1808 بنى محمد على قصره الشهير فى شبرا الخيمة ( الذى رمم حديثا ) على مساحة 13530 مترا مربعا , و فى نفس العام (1808) شق محمد على شارع شبرا الحالى و قام بتمهيده و غرس على جانبيه الأشجار , و كان يعرف فى ذلك الوقت باسم (جسر شبرا ) ... و من هنا بدأ العمران يزحف على تلك المنطقة التى نتجت أصلا عن انحسار النيل ( الذى كان يمر سابقا فى هذه المنطقة) – كما بينا فى الفتفوتة الأولى .

ثم أنشأ محمد على مصنعا لتبييض المنسوجات و كان المصنع مجاورا لقصر الأمير طوسون باشا بن محمد سعيد ( غير طوسون بن محمد على – و بناه سنة 1869 م ) (شغلتها فى العصر الحاضر مدرسة شبرا الثانوية بنين ) . و لا يزال مكان هذا المصنع يعرف باسم ( المبيضة ) للآن فى روض الفرج .

و فى سنة 1858 بنى سعيد باشا قصر النزهة بشارع شبرا (تشغله الآن المدرسة التوفيقية الثانوية ) .

و تعددت القصور و المبانى الفخمة و البساتين على جانبى شارع شبرا .. و أصبحت شبرا بحدائقها و نواديها و بساتينها مكانا يتنزه فيه سكان القاهرة (طبعا فى ذلك الحين ).

ثم تم مد خط الترام فى شارع شبرا سنة 1902 و فى ساحل روض الفرج سنة 1903 مما يسر عملية التعمير .

مصطفى سلام


جاردن سيتى

يرجع الفضل فى إنشاء هذا الحى إلى إبراهيم باشا بن محمد على .

و قد كانت الأراضى التى يقع عليها هذا الحى جزءا من النيل انحسر عنها بعد الفتح الاسلامى إلى عصر الأيوبيين و المماليك .

و كان أول من ابتنى قصرا فى هذا المكان هو الفاتح ابراهيم باشا الذى بنى القصر العالى الذى كان حده الغربى نهر النيل و حده الجنوبى شارع القصر العينى الحالى و شمالا إلى ميدان الشيخ يوسف .

ثم بنى الخديو البناء اسماعيل باشا – بن ابراهيم باشا – سراى جديدة هى سراى الاسماعيلية . ثم بنى أحمد باشا ( أخو الخديو اسماعيل) قصرا ثالثا ( مكانها الآن مجمع التحرير و الحدائق القائمة أمامه حتى شارع قصر النيل الحالى) .

ثم أنشأ الأمير كمال الدين حسين بن السلطان حسين كامل قصرا آخر تحول فيما بعد إلى وزارة الخارجية .

ثم قصر الدوبارة (الذى اتخذه المندوب السامى البريطانى مقرا له ) الذى بناه إلهامى باشا بن عباس حلمى الأول و امتلكته ابنته الأميرة أمينة ( والدة عباس حلمى الثانى ) و كانت تلقب بأم المحسنين .. و يقع مكان هذا القصر الآن فندق شبرد .

و بنت السيدة قوت القلوب الدمرداشية قصرا .. هدم هذا القصر لتوسعة ميدان كوبرى قصر النيل ( و كان يسمى ميدان إلهامى باشا ) الذى يقع أمام الكوبرى مباشرة .

إذن فأسرة محمد على هى التى أقامت هذا الحى ... و لكن انظروا :

· ميدان الهامى باشا تحول اسمه إلى " سيمون بوليفار" و وضع له فيه تمثال.. كم مصرى يعرف من هو سيمون هذا ؟ إنه ثائر من أمريكا الجنوبية انتهى إلى أن يكون ديكتاتورا اضطر للاستقالة و مات مكروها من شعبه !!!!

· شارع الوالدة باشا – بجوار السفارة الأمريكية (أم الخديو اسماعيل ) سمى شارع أمريكا اللاتينية .... هاهاها

· تخيلوا : بجاردن سيتى شوارع باسم الشيخ العبيط و ميدان باسم الشيخ على يوسف ( سأحدثكم عنهما لاحقا ) و يلقى أسماء المنشئين الأصليين إلى سلة المهملات .

مصطفى درويش سلام



الفتفوتة الخامسة

( باب اللوق )

-------

سبق القول أن النيل قد غيّر مجراه كثيرا على مدى التاريخ , خاصة بداية من القرن السادس و السابع الهجرى حتى استقر على وضعه الحالى حيث انحسر غربا فى المنطقة من مصر القديمة وحتى روض الفرج , و كان من نتيجة هذا الانحسار ظهور المناطق التى تحتله الآن جاردن سيتى و قصر العينى (لا تقل القصر العينى) و المنيرة و ميدان التحرير(الإسماعيلية سايقا )... و باب اللوق .

و كلمة اللوق تعنى الأرض اللينة التى لا تحتاج إلى حرث و كانت الزراعة فيها تتم (بطريقة اللوق ) أى بذر البذورثم يضغط عليها بزحافة من الخشب حتى تغوص فى باطن الأرض.

وكانت أرض اللوق فى القرنين السادس و السابع الهجرى تقع ما بين ميدان عايدين الحالى إلى مجرى النيل و من حى المنيرة الحالى إلى شارع 26 يوليو(فؤاد الأول سابقا ) .

و فى القرن التاسع عشر نقلت المدابغ إلى باب اللوق .. و لعلنا نلاحظ أن شارع شريف الحالى مكتوب أسفله ( شارع المدابغ سابقا) و هو يبدأ من باب اللق حتى شارع 26 يوليو .

و من شوارع المنطقة (شارع البستان) نسبة إلى القصر الذى أنشأه السلطان المملوكى الناصر محمد فى هذا المكان و قد سكنه الأمير أحمد فؤاد (الملك فؤاد الأول) قبل أن يتولى الحكم و قد هدم هذا القصر و مكانه الآن الجراج المتعدد الطوابق فى هذا الشارع .

و لكل شارع من الشوارع المتفرعة من ميدان باب اللوق قصة أتمنى أن أوردها فى الفتافيت القادمة .

ملحوظة : بحثت كثيرا عن (فتافيتى) السابقة فلم أجد لها أثرا .. فمن يجدها يدلنى عليها و لـه الحلاوة !!!

مصطفى سلام

المؤيد شيخ

هو الملك المؤيد أبو النصر شيخ المحمودى الجركسى الأصل , جاء إلى القاهرة سنة 783 هجرية فاشتراه تاجر مماليك يسمى محمود اليزدى , و لذلك عرف بالمحمودى .

اشتراه الظاهر برقوق فأعتقه و علمه الفروسية .. و اعتلى عديدا من المناصب فى عهد برقوق . و فى عام 1412 ميلادية تولى ملك مصر حتى توفى سنة 1421 .

أعظم ما بنى هو مسجده الملاصق لباب زويله و استغرق بناؤه خمس سنوات (1415- 1420) و كان يحتوى على مكتبة عظيمة و له معلمون يقومون بالتدريس فيه .

و لبناء هذا المسجد فى هذا المكان قصة : إذ كان هذا المكان سجنا سجن فيه المؤيد فى عهد السلطان فرج بن برقوق (1400-1411) و عذب فيه عذابا شديدا فلما تولى الملك أمر بهدم السجن و أقام مكانه المسجد .

و للمؤيد شيخ بيمارستان (مستشفى) شيده فى عامين (1418-1420) فى درب اللبان و كان يصرف عليه من أوقاف جامع المؤيد .

كما بنى حماما غير بعيد من المسجد (1420) سمى حمام السلطان المؤيد .

مصطفى سلام