Saturday, August 25, 2012

ثورات حريمى



ثورات حريمى
مظاهرة نساء رشيد : 1800
قام النساء بمظاهرة يطالبن حاكم المدينة الجــنرال مينو بأن يدعو أزواجهن للسماح لهن بالتردد على
الحمامات العامة بعد أن يخصص بعضها للنساء .
و قد حرر النسوة المشاركات فى المظاهرة عريضة قدمنها إلى بونابرت ليحمل أزواجهن على معاملتهن كما يعامل الفرنسيين زوجاتهم .
و يرى جونكيير – أحد مؤرخى الحملة الفرنسية – أن صهر الجنرال مينو ( بعد أن أسلم ) : على الرشيدى ، كان صاحب حمامات عامة ، هو الذى حرض النساء على هذه المظاهرة ترويجا للدعوة لحماماته .
و يرى الجبرتى أن هذه التظاهرة كانت بداية حركة السفور فى مصر ، لكنه يرى أنها خروج عن الحشمة و الحياء و التبرج تشبها للفرنسيس ، و وصفهن بالفواجر و الفواحش.
كان هذا رأى الجبرتى الأزهرى المحافظ ، أما رفاعة رافع الطهطاوى فقد اختلف فى الحكم عن الجبرتى ، إذ كان الطهطاوى قد سافر إلى فرنسا عام 1826 و رأى الحياة السافرة للمرأة الفرنسية ، هذا السفور الذى يعبر عن حرية المرأة فى فرنسا .
بالنسبة لعفة النساء لا يأتى من كشفهن أو سترهن ، بل منشأ ذلك التربية الجيدة و الخسيسة


فى ثورة 1919

( هذه الصورة ملفقة )


فى 16 مارس 1919 كانت مظاهرة السيدات ، و هو حادث لم يكن يتصوره أحد ، و كان عددهم يزيد على الثلاثمائة ، ولم يكتفين بالمظاهرة بل كتبن إلى المعتمد البريطانى احتجاجا على الاحتلال ، و ما أصاب الأبرياء من القتل و التنكيل فى المظاهرات السابقة ، وقع عليه كرائم العائلات مسلمات و مسيحيات (10 سيدات و آنسات مسيحيات ) من علية العائلات .
و قد بدأ الاحتجاج بقولهن : " جناب المعتمد : يرفع هذا لجنابكم السيدات المصريات أمهات و أخوات و زوجات من ذهبوا ضحية المطامع البريطانية ، يحتججن على الأعمال الوحشية التى قوبلت بها الأمة المصرية الهادئة .... و نرجوكم إبلاغ حكومتكم ما رأيتموه و ما شاهده رعاياكم من أعمال الوحشية و إطلاق الرصاص على الأبناء و الأطفال و الأولاد و الرجال العزل من السلاح ، لمجرد احتجاجهم بطريق المظاهرات السلمية على منع المصريين من السفر للخارج لعرض قضيتهم على مؤتمر السلام أسوة بباقى الأمم ....."
و من الموقعات على الاحتجاج : حرم حسين رشدى باشا ، صفية زغلول ، هدى شعراوى، حرم محمد سعيد ، حرم اسماعيل صدقى ، حرم محمود سامى الباروى و كريمته ، حرم مسيحة حنا ، حرم عزيز مشرقى ، حرم نجيب اسكندر مسيحة، الآنسة جولييت صليب ، مدام روفائيل بغدادى،حرم ويصا واصف ، حرم صليب منقريوس ، حرم ميخائيل لبيب ، الآنسة مارى و غيرهن
وصل المتظاهرات إلى شارع سعد زغلول قاصدات بيت الأمة ، فضرب الانجليز حولهن حصارا و منعوهن من مواصلة السير ، تقدمت إحداهن إلى جندى انجليزى و هى تحمل العلم فصوب بندقيته إلى صدرها ، فقالت له بالانجليزية : " نحن لا نهاب الموت ، أطلق بندقيتك فى صدرى لتجعلوا فى مصر مس كافل أخرى ( ممرضة انجليزية أسرها الألمان فى الحرب العالمية الأولى و قتلوها رميا بالرصاص فثارت الدنيا لمقتلها ) – فخجل الجندى و أفسح الطريق للسيدات .
و فى هذه المظاهرة الرائعة كتب حافظ ابراهيم قصيدته الرائعة :

خرج الغوانى يحتججن .. و رحت أرقب جمعهنه(1)
فإذا بهن تخذن من سود الثيـــــاب شعــــــــارهنه
فطلعن مثل كواكب .. يسطعن فى وســـط الدَجُنَّه (2)
و أخذن يجتزن الطريق و دار ســـــــــعد قصدهنه
يمشين فى كنف الوقار و قد أبنَّ شعــــــــــــورهنه
و إذا بجيش مقبل .. و الخيل مطلـــــــــــقة الأعنه
و إذا الجنود سيـــــــــوفها .. قد صوبت لنحورهنه
و إذا المدافع و البنادق  و الصــــــــوارم و الأسنه (3)
و الخيل و الفرسان قد .. ضربت نطاقـــــا حولهنه
و الورد و الريحان فى ذاك النــــــــــهار سلاحهنه
فتطاحن الجيشـــــان ساعات تشـــــــيب لها الأجنه
فتضعضع النسان .. و النسوان ليس لهن منّــــــــه (4)
ثم انهزمن مشتتات الشمل نحو قصــــــــــــورهنه
فليهنأ الجيــش الفخـــور بنصـــره و بكســـــرهنه
فكأنما الألمان قد .. لبسوا البراقــــــــــــــع بينهنه
و أتوْا بهندنبرج مختفــــــــــيا بمـصر يقودهــــنه (5)
فلذاك خافــــوا بأسهنه .. و أشفقــــــن من كيدهنه
---------------
(1) الغوانى : الحسناوات اللائى يستغنين بحسنهن عن أدوات التجميل و يتغنى بهن أزواجهن عن النظر إلى غيرهن
(2) الدجنه : الظلمة
(3) الصوارم : السيوف القواطع
(4) المنة : القوة
(5) هندنبرج : قائد ألمانى مغروف فى الحرب الأولى