Saturday, August 25, 2012

أنا أحب إذن فأنا موجود



 
أنا أحب ، إذن أنا موجود
 
تحوم حول قلبى فراشة أرقبها بإعجاب ، لا أدعها تقتحم الحمى ، لكنى لا أسمح لها بالرحيل ، تدنو فأحس بالدفء , ُِِتوّلى فلا ترى عيناى سوى الظلام ..
دقت دون أن تدرى بابا موصدا منذ أن ولى الزمن ، و الزمن حين يولى تتولى أقلامه التسطير فى سجل مستتر فى تلافيف المخ ، وإضبارة من أضابير الذاكرة و تتحول التجارب إلى سطور بعد أن كانت نبضا يتدفق بالحيوية , ويشع بالحرارة .
تلقاها الحارس الأمين على بوابة الحصن ، انبهر و تحير: هذا النموذج لا يمكن رده ، و لكن الدار مكتظة !
تدخل العقل ليحل الإشكال : الحب له العديد من الأشكال ، و الكثير من الصيغ و ما العشق إلا لون ضيق من ألوانه ، الحب يتسع ليشمل ، و العشق يضيق ليعيد الاندماج بين نصفين شطرهما الزمن ، و باعدت بينهما الحياة ، الحب عاطفة تحرك الإنسان إلى أعلى ، و العشق يحرك الفرد المركب بعد الاندماج إلى أسفل ، و ليست السفلية هنا سفلية مقام و لكنها سفلية حركة و فعل .. العشق سبيل لتسلسل الحياة ، و الحب أداة لاستمرار الحياة .. و إذا كانت الحياة قائمة – كما يقول الفيلسوف الإغريقى على الكون و الفساد ، أى على الوجود و العدم ، فإن انباذوقليس يقول إن الحب يجمّع فيكون الكون "الوجود" ، و الكراهية تفرّق فيكون الفساد "العدم" !
هل يمكن أن نتخلى عن الحب ؟ .. سؤال يطرحه العقل ، ثم يجيب : نعم ،إن كنا أعداء للحياة !!!
يتدخل القلب : أحسنت أيها العقل ، فقد أتحت لى أن أحب من أحببت ، و صرحت لى بالحب دون الهبوط إلى العشق .

No comments:

Post a Comment