Saturday, August 18, 2012


الأميرة فاطمة إسماعيل
                       http://www.egyptedantan.com/famille_souveraine/images/pssefatma2.JPG
تأتي الأميرة فاطمة بنت إسماعيل في مقدمة النساء اللاتي بذلن الكثير من المال في تدعيم وإنشاء العمل الخيري في مجال التعليم والثقافة، حيث كان لجهود تلك السيدة الفاضلة أثرها البالغ في إنشاء الجامعة المصرية (جامعة القاهرة الآن)بعدما كاد مشروع الجامعة يتوقف، فعندما علمت بأن مشروع الجامعة يعاني من أزمة مالية كبيرة تهدده بالتوقف، أعلنت أنها على استعداد لبذل كل ما لديها في سبيل إتمام ذلك المشروع الحضاري، وأوقفت 6 أفدنة من أراضيها ليقام عليها المشروع، وأوقفت كذلك 661 فدانا من أجود أراضيها في محافظة الدقهلية على هذا الأمر من ضمن 3357 فدانا كانت تخصصها للبر والإحسان، وجعلت للجامعة من صافي ريع تلك الأرض حوالي 40% كل عام.
وعندما تعذر على الجامعة إقامة حفل وضع حجر الأساس الذي كان سيحضره كبار رجال الدولة في مصر تكفلت تلك السيدة بالتكاليف جميعها، وتم الاحتفال في يوم (3 من جمادى الأولى 1322هـ=31 من مارس 1914م)، ثم ما لبثت الأميرة فاطمة أن أعلنت أنها ستتحمل تكاليف بناء الجامعة من نفقاتها الخاصة؛ ولذا عرضت مجوهراتها للبيع، وعندما لم تنجح محاولة بيعها في مصر تم عرضها للبيع خارج البلاد وتم بيعها بحوالي 70 ألف جنيه.
ومن الأشياء التي تحسب للأميرة فاطمة أن مقر المتحف الزراعي في القاهرةوالذي يقع على مساحة 30 فدانا ويعد أول متحف زراعي في العالم كان في الأساس هو القصر الذي تعيش فيه فاطمة ثم تبرعت به للجامعة والذي أنشئ عليه بعد ذلك المتحف الزراعي.
وكان عطاء الأميرة فاطمة يتجاوز حدود الإقليم المصري؛ فقد وهبت تلك الفاضلة في (6 من ربيع الأول 1339هـ=18 من نوفمبر 1920م) ثروتها البالغة مليوني ليرة ذهبية إلى جامعة إستانبول لتؤكد أن للمرأة القدرة على أن تكون المنقذ لعقل الأمة ووعيها، وأنها تستطيع أن تقوم بما يقوم به أولو العزم من الرجال.
وقد سبقتها إلى هذا الباب الخير من أسرتها زينب بنت محمد علي باشا المتوفاة سنة (1224هـ= 1809م) التي أوقفت على الأزهرالكثير من الأراضي بلغ ريعها سنويا حوالي 20 ألف جنيه، كما أوقفت أملاكا للإنفاق على 14 مسجدا في مصر، وشيدت عددا من التكايا في الآستانة، وكانت تعول فيها ما يقرب من أربعمائة أسرة.

No comments:

Post a Comment