Saturday, August 18, 2012

الرؤية و الرؤيا




الرؤية و الرؤيا
الرؤية عملية فسيولوجية هى وظيفة الباصرة (العين) ، و العملية هنا ليس بها أى لون من الابتكار ، و إنما هى مجرد "كاميرا" ناقلة لما أمامها بأمانة شديدة ، فإذا حدث تحريف فى الصورة ، فإنما يرجع ذلك إلى عيب فى الكاميرا لا أكثر.
لكن الرؤيا عملية مغايرة : فهى تتم فى مستويين : الوعى ، و ما وراء الوعى . ففى الحالة الأولى ، يرى الإنسان ما يشاء ، و يتعايش مع ما يريد بإرادة واعية ، و بشكل قد يكون مقصودا أو تلقائيا ، فيركز خياله فى موضوع يهتم به ، فيعيش فيه و يرى فيه ما يريد أن يرى – لكنه يعيش حلم اليقظة و كأنه الحقيقة .
فإن لم تحقق له أحلام اليقظة حاجاته ، لجأ اللاشعور إلى أحلام النوم ، يعيش فيها الانسان مشبعا ما لم يشبعه فى واقعه أو فى أحلام يقظته.
إذن لا بد للانسان أن يرى ما يريد أن يرى ، و من يريد أن يرى ، و أن يجد ممن يرى ما يريد أن يجد .. إنها عمليات سيكولوجية تعويضية – أو ما يسميه علماء النفس " الميكانيزمات - يستكمل بها الإنسان النقص الحادث فى حياته .

No comments:

Post a Comment