Thursday, June 21, 2012


الإنسان
بوجهيه

الإنسان بوجهيه – الرجل و المرأة – هو من أعظم خلق الله ، الله سبحانه و تعالى خلق كل شئ بالأمر( كن فيكون ) ، أما الإنسان – آدم فقد خلقه الله بيديه ، فقال : يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى ".
و من بين اهداف هذا الخلق – و الله أعلم – هو عمارة الكون – أو على الأقل الأرض .
و كلما تدرج المخلوق فى سلم الخلق سموا كلما تكاثر عن طريق التزاوج : البذرة و التربة ، الأكسجين و الأيدروجين .. الرجل و المرأة .
و لقد وضع الخالق سبحانه فى طبيعة الإنسان عددا من الغرائز بعضها خاص و بعضها عام : الخاص يتولى الحفاظ على الفرد كفرد و العام – الجنس و الأمومة -يختص بالحفاظ عليه كنوع ، و جعل لكل عريزة شهوة هى الدافع له لتحقيق هدف هذه الغريزة : فالجوع شهوته الطعام ، و العطش شهوته الماء .. و التكاثر شهوته الجنس ، و الأمومة شهوتها الحنو ...الخ .
إذن ففى الخروج عن هذا الناموس إفراط ، و هذا الإفراط يقابله قانون الخلق بما يستحقه : فالإفراط فى شهوة الطعام يواجهه بالتخمة .. و الإفراط فى الجنس يواجهه بأمراض عديدة .. هذا إلى انتظار العقاب السيكولوجى المتمثل فى الإحساس بالذنب و بالدونية ... ناهيك عما بعد الحياة من عقاب الآخرة .

الأسلمة و التنصر

        سئل الإمام الأكبر الشيخ محمد متولى الشعراوى عن مشكلة تنصر بعض المسلمين و نكولهم عن الإسلام فقال قولة بليغة : " إننا نأخذ علماءهم و هم يأخذون سفهاءنا "
     يشير فضيلته – رحمة الله عليه - إلى أن من يعتنق الإسلام من المسيحيين – من الغرب خاصة – هم العلماء و المفكرون ، و أن من يتنصر من المسلمين هم أراذلنا بادى الرأى الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا ، جريا وراء لقمة عيش مسمومة أو تحت إغراء لم يستطع إيمانه المزعزع الضعيف أن يقاومه .
     يحضرنى فى هذا المقام نبأ أتى به الدكتور زغلول النجار – بارك الله فيه – إذ كان بصحبته أحد أكابر علماء الفسيولوجى الغربيين ، فقرأ عليه الدكتور زغلول قول الحق سبحانه : " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " (النساء – آية 56 )
     و لما كان هذا الرجل عالمَ فسيولوجيا فإنه يدرك تمام الإدراك أن الإحساس لا بد أن يبدأ بالجلد ، و إنْ سلخ الجلد فإن المرء لا يشعر بالألم، فقد دهش دهشة عظيمة :
 و سأل الدكتور النجار : " أقال القرآن ذلك " .
- نعم .
- منذ ألف و أربعمائة سنة ؟
- نعم .
- لا يمكن أن يكون ذلك قول بشر ...... ماذا يفعل الإنسان كى يدخل فى الإسلام ؟
     و أسلم الرجل عن فهم و تعقل .
و هذا حال كل من يدخل الإسلام منهم : العقلاء ، العلماء ، لكن أنى لهم أن يطلعوا على عظمة الإسلام ، و روعة رسول الإسلام ؟! .. أنى لهم أن يدركوا القيم الصيلة و الأخلاق الرفيعة التى أتى بها الإسلام ؟
     ذلك دور المسلمين ، لا أقول الأزهر الشريف ، و لا أحمله وحده المسئولية ، و لا أحمل عليه ، فما هو إلا منبر وحيد ، و العالم الإسلامى ملئ بالمنابر، رغم أنه أسمى هذه المنابر ، و أرسخها و أعلاها كعبا فى فهم الإسلام و تخريج العلماء .
     لو نظرنا إلى قنواتنا الدينية لوجدناها جميعا و دون استثناء موجهة إلينا نحن المسلمين ، حسنا فهذه إحدى الحسنيين ، لكن أليس مجديا أيضا أن توجه بعض هذه القنوات إلى الآخرين ، فتخاطبهم بلغاتهم و على قدر عقولهم (و هم يهتمون جدا بالعقل الذى يغلبونه على العاطفة ) ؟
     لقد قامت قناة أزهرى بمحاولة رائعة – لكن لم يكتب لها الاستمرار ولا الانتشار – و هى إنشاء قناة تتوجه إلى الآخرين بلغاتهم ، و لقد تابعت هذه القناة أياما ، ثم شغلنى عنها شاغل ، و حين عدت لأبحث أبحث عنها الآن لم أجد لها أثرا .
     نعود لموضوع التنصير ، و لقد خاض فيه من خاض ، وهذه مشكلة – حتى و لو كان عدد المتنصرين فردا واحدا – لكنى أرى المشكلة – كما ذكر من ذكر تكمن فى أولئك الأفارقة – أو غير العرب عموما – الذين لا يعرفون عن إسلامهم إلا اسمه ، حتى أنك تجد أسماءهم تضرب بجذورها و فروعها فى المسيحية ، فتجد شنوده المسلم ، و بطرس و جرجس مسلمين ؟!!! ...الخ
المسألة إذن قصور من المسلمين فى الدعوة ، و للدعوة أصول و قواعد ، فلا بد من معاهد علمية عصرية متطورة متخصصة فى تخريج الدعاة العصريين الذين يلمون بثقافة العصر و خصوصيات الشعوب .. الخ ، و ذلك إلى جوار رصد ميزانيات كبيرة لهذا الغرض ، إنشاء مدارس بتلك الدول ، و جامعات ، و مستشفيات ، و زيارات لمحاضرين متمكنين ، و فرق موسيقة و مسرحية ، و مكتبات ، إذن نحن نحتاج إلى نقل الحضارة الإسلامية إلى هذه الشعوب و ليس قواعد الإسلام وحدها .
و أما من تحدث عن الدولة العلمانية فأقول إننا لسنا دولة إسلامية ، و لا دولة علمانية ، و إنما دولة فقط .. و قد سبق أن وضعتُ مقالا لى بالصالون الثقافى بهذا المنتدى عن العلمانية فى وقت سابق لمن يريد التعرف على معنى العلمانية .
     شكر للأستاذ إبراهيم لطرحه هذا الموضوع الحيوى ، خاصـــة فــى أيامنا هذه التى لا يجد فيها من يعتنق الإسلام  وليا و لا نصيرا من بنى دينه ، فتكون النتيجة كما ذكر القتل أو على الأقل حياة هوان و رد جائر عن الإسلام .    أما بالنسبة لرأيى فى المشكلة :
فأولا : ينبغى أن نفرق بين " التنصير و التنصر " :
- فالتنصير هو سيطرة إرادة على إرادة أخرى من أجل تحويله من الإسلام        إلى النصرانية
و هذا ما أحاربه بكل ما أوتيت من قوة (إن كان لى قوة !) ، ذلك لأن فى هذه العملية حربا على الإسلام و تقليلا من قدره .
أما التنصر فمعناه أن فردا – بمحض إرادته ، جريا وراء منفعة أو إغراء معين – فإنى أرفضه من منطلق دينى ، فمثل هذا الفرد يعتبر – من وجهة دينية إسلامية (مرتدا) – و كلنا يعرف حد الردة ، و أن أبا بكر رضى الله عنه قد حارب المرتدين لأقل من هذا السبب .





الإرهاب فكر و سلوك

السلوك – كما هو معلوم – مظهر حركى لفكر داخلى ، و بقدر ما يكون    هذا الدافع الفكرى نبيلا بقدر ما يكون هذا السلوك كذلك .
و لذلك فإنك إن أردت أن تغير من سلوك ما ـ فأولى لك أن تغير أولا الفكر الذى يدفع إليه ، وهذه هى الوظيفة الأساسية لعملية التنشئة الاجتماعية .
ينطبق هذا التوصيف على الإرهاب ، فالإرهاب سلوك إجرامى يدفع إليه فكر منحرف ...
نحن نريد أن نغير هذا السلوك ـ بل نقضى عليه ، إذن فلا بد ان نبحث عن فلسفة جديدة لمجتمعنا ، و نحدد آليات واقعية لتحقيق هذه الفلسفة .
و ليكن هدف هذه الفلسفة ، هو رتق الثقوب التى تشوه النسيج المصرى ، و تقوية أواصر الود و الحب و الوطنية بين أبناء هذه الأمة المصرية العريقة.
و بصفة عاجلة فإنى أدعو أولى الأمر إلى تشكيل جمعية وطنية – منوط بها وضع هذه الفلسفة - مؤلفة من حكماء من الأزهر الشريف و حكماء من الكنيسة المصرية المبجلة إلى جوار علماء للاجتماع و النفس و الصحة النفسية و التاريخ المصرى و القانون .. و لتستمر هذه الجمعية فى عملها مستعينة بمن ترى من ذوى الفكر فى مصر حتى ترى ثمار غرسها المتمثلة فى قوة البنيان الاجتماعى المصرى .
مصطفى درويش سلام
إلى بريد الأهرام 2 يناير 2011

الأدب
يكاد يتفق أهل الأدب على معنى اصطلاحي له أنه الكلام الإنشائى البليغ الذى يقصد به إلى التأثير فى عواطف السامعين و القراء ، سواء أكان شعرا أو نثرا ، و تستخدم الكلمة أيضا بمعنى الظرف ( دائرة المعارف للناشئين ) ، و قالوا أيضا إن الأدب هو حفظ أشعار العرب و أخبارها و الأخذ من كل علم بطرف .
و يرى الباحثون فى تاريخ الأدب أن الكلمة وجدت منذ العصر الإسلامى حيث لم يعثر عليها بهذا المفهوم فى الشعر أو الأدب الجاهلى على وجه العموم ، و إنما وجدت كلمة (آدب) الداعى إلى الطعام و منها كلمة مأدبة و هى الطعام الذى يدعى إليه ، و اشتقت على هذا كلمة (أدبَ يأدُب ) بمعنى صنع مأدبة أو دعا إليها .
و قالوا إن الأدب هو السنة و السيرة ، فيقال : تأدب بأدبه بمعنى اقتدى بسيرته .
و يظن أن من أقدم الكلام الذى وردت فيه هذه الكلمة بنصها و مادتها حديث عتبة بن ربيعة أبى هند أم معاوية بن أبى سفيان حين تقد أبو سفيان لخطبتها ، فقال أبوها عنه أنه : " يؤدب أهله و لا يؤدبونه ، فردت عليه : " و سآخذه بأدب البَعل مع لزوم قـُبـّـتى و قلة تلفـُّـتى "- و كان ذلك قبيل ظهور الإسلام بفترة وجيزة .

      و للمستشرق نللينو رأى ضعيف فى ذلك ، إذ يرى أن العرب فى الجاهلية كانوا يستخدمون كلمة (دأب) فى معنى السيرة و السنة ، و جمعوها على ( آداب ) ثم توهموا أن ( آداب ) جمع أدب و دلوا بها على محاسن الخلق و الشيم .
و يستبعد الدكتور شوقى ضيف هذا الفرض و يرى أن الأجدر أن الكلمة قد بدئ فى استخدامها للدلالة الحسية (الدعوة إلى الطعام) ثم انتقلت إلى معنى ذهنى و هو الدعوة إلى المحامد و المكارم – و هذا الانتقال بين المحسوسات إلى الذهنيات ليس بالأمر الغريب أو الشاذ .
و أشهر استخدام لها فى العصر الإسلامى قول النبى صلى الله عليه و سلم :
" أدبنى ربى فأحسن تأديبى " ، آخذة مفهوم التهذيب و التخلق الحميد .
      كل تلك الاستخدامات لكلمة الأدب لم تخرج عن معنى التأديب الذى هو تهذيب النفوس و تحلية الطبائع بفضائل الأخلاق .
       و قرب نهاية العصر الأموى و أوائل العصر العباسى سلم الخلفاء ابناءهم إلى فئة من المربين و سموهم " المؤدبين " و كان من بين مواد هذه التربية : الأخبار و الشعر إلى جوار العلوم القرآنية و السنة النبوية المطهرة .
      و فى العصر العباسى تجاور المعنيان : التهذيب - و ما يبدعه المبدعون من شعر و نثر و حكم و أمثال - مندمجين تحت مسمى الأدب  ، يتضح ذلك من رسالتى ابن المقفع : الأدب الصغير و الأدب الكبير ، و استخدمها أبو تمام عنوانا للباب الثالث من ديوان الحماسة.
      و تتوالى المؤلفات التى تخصصت فى الأدب – و منها :
-      كتاب الأدب فى الجامع الصحيح للبخارى
-      الأدب لابن المعتز
-      البيان و التبيين للجاحظ ( خطب – نوادر ، بلاغة ، نقد ...الخ )
-      الكامل للمبرد ( رغم اختصاصه باللغة لا بالنقد و البلاغة )
-      عيون الأخبار لابن قتيبة
-      العقد الفريد لابن عبد ربه
-      زهر الآداب للحصرى

و أختم هذه الزمرة من الروائع و الرائعين بابن خلدون الذى عرف الأدب
بأنه " حفظ أشعار العرب و أخبارهم و الأخذ من كل علم بطرف " .
      إذن ففى العصر العباسى تطور الأمر نتيجة عملية الترجمة عن الأمم الأخرى ، فاتخذت كلمة الأدب معنى جديدا – إضافة إلى معنى التهذيب - يختص بما ينتجه المبدعون من شعر و نثر و حكم و أمثال ، و بدأت الكتب التى تحمل اسم الأدب فى الظهور مضافا إلى موضوعه علوم أخرى كالنحو و العروض و البلاغة .
و فى القرن التاسع عشر استقلت هذه الكلمة على النحو الذى نعرفه عليه اليوم : من شعر و نثر.

      

مالك بن نبى

الإسم : مالك بن عمربن خضير بن مصطفى بن نبى
مولده : قسطنطينة بالجزائر سنة 1905
وفاته : 1973 بسبب مرض سرطان البروستاتا .
والده : كان أحد القلائل المتعلمين نتيجة لسياسة التجهيل التى اتبعها الاستعمار الفرنسى للجزائر- و كان يعمل موظفا بسيطا .
أمه : السيدة زهيرة ، و كانت تساعد الوالد بالعمل بالخياطة لزيادة دخل الأسرة .
نشأته : نشأ فى أسرة دينية – و تلقى أول معارفه من حكايات جدته التى كانت تقص عليه فظائع المستعمر الفرنسى فى بدء احتلاله للجزائر – ألحقته الأسرة بالكتاب ، و حين وجب موعد سداد أجرة الكتاب لم تجد أمه سوى سريرها ترهنه لتسدد هذا الأجر- و كان عمه محمود منتسبا للطرق الصوفية فأثر فيه تأثيرا كبيرا
يقول مالك عن نشاطه الديني: " كنت أتردد على المسجد، وأقوم بتأدية الصلاة منذ الصغر، وكنت في يوم الجمعة ألبس زياً خاصاً، وكان الجمهور في الليل يتوزعون على طائفتين: التي تذهب للمقاهي الأهلية حيث يقص القصاص حكايات ألف ليلة وليلة، أو ملحمة بني هلال، والتي تبقى في المسجد بعد صلاة العشاء لتسمع درس الإمام، وقد كان وعيي يتكون تحت تأثير التيارين".

مالك بن نبى

-        وجه جهوده إلى الجامعيين من الناطقين بالفرنسية .
-        كيف نستعمل أذهاننا فى مواجهة مخالفينا فى العقيدة بلغة عصرية و حجج عصرية
-        كان لبحثه ( الظاهرة القرآنية ) بعيد الأثر فى الشبيبة الجزائرية – فيه شرح لإعجاز القرآن بأسلوب علمى تحليلى
-        قام الدكتور عبد الصبور شاهين بترجمة أعماله إلى العربية
-        بعد إقامته بالقاهرة تعرف على بيان اللغة العربية و كتب بها فى السنوات الأخيرة من عمره
-        حورب و حورب أهله فى الجزائر حين لم ينضو تحت لواء الاستعمار
-         
آراؤه و منهجه :

-        كل تغيير اجتماعى أو سياسى أو اقتصادى لا بد أن يكون دوما تابعا لتغير أدبى فى النفوس ( إن الله لا يغير ما بقوم ..) – ضرورة انتقال العالم الاسلامى من الجو النفسى الذى يعيش فيه – حالة الاستسلام و الفتور و الخمول إلى حالة أضمن لمصالحه
-        يتميز الإسلام على باقى الأيديولوجيات فى أنه لا يصل بالإنسان إلى الهدف السامى ‘ن طريق رفض الحياة و إنما هو منهج للحياة يجمع بين المادة و الروح بلا أى انفصال بينهما ، فهو لا يلغى المادة من أجل الروح ، و المادة عنده ليست هدفا و غاية و إنما هى واسطة فقط ، و النجاح المادى مطلوب و لكن لغاية و ليس فى ذاته . بعكس الغرب الذى جعل المادة هدفا فى حد ذاتها
فالأمر إذن يتطلب تغيير الجو النفسى الذى يعيش فيه مسلمو العصر ، من حالة الخمول إلى التغيرالنفسى الذى يحدث فتهتز لها المجتمعات من حالة استسلام إلى حالة رسالة تخاطب بها نفسها أولا ثم الإنسانية ثانيا
-        الطموح – الرسالة
-        مصير المجتمع الإسلامى واحد
-        الصدمة : عندما شاهد العالم الاسلامى التقدم المذهل للغرب مع تخلفه
-    فالقضية اليوم فى إيجاد المبررات الجديدة التى تجدد المسار الشعورى بالطموح و الرسالة شعورا يحس صاحبه معه بأنه صاحب رسالة تجاه الإنسانية
-    الاستعمار فرض رقابته على الحياة الدينية لعلمه أن الدين وحده هو الوسيلة لتصحيح أخلاقيات الشعب الذى فقد كل هم أخلاقى
-        و خصوصا الإسلام الذى هو المعول الأول على تحقيق هذه الرسالة
-    و ضرب مثلا بثورة الجزائر التى بدأت من جبال الأوراس المتمسكة بشدة بالإسلام فما كان من الاستعمار إلا أن وجه سهامه إلى الإسلام