Saturday, January 30, 2010

فتافيت

فتافيت


( الفتفوتة الأولى )

النيل

كان النيل :

1- فى منتصف القرن السابع الميلادى – عند الفتح الاسلامى لمصر – كان النيل يسير مقتربا من مسجد السيدة زينب الحالى ثم يأخذ مجراه فى نفس المسار المسمى الآن شارع محمد فريد ثم يسير مكان ما يسمى الآن شارع الجمهورية ليصل إلى ميدان رمسيس الحالى عند المقس – أى الجمارك – التى كانت تقع عند باب البحر بجوار مسجد أولاد عنان .

2- و قد غير النهر مجراه بعد ذلك ثلاث مرات حيث سار أحيانا مكان شارع أبو سيفين ثم شارع منصور و مرة أخرى غير النهر مجراه – أيام صلاح الدين الأيوبى – حيث سار مكان شارع قصر العينى الحالى ثم ميدان التحرير ثم يتجه غربا حتى بعد شارع 26 يوليو ( الحالى ) ثم يتجه شمالا ..

3- و فى سنة 1174 م تراكم الطمى فى المنطقة المسماة الآن باب الحديد أو ميدان رمسيس حيث ظهرت حوله جزيرة الفيل و مكانها الآن أحياء شبرا و و جزيرة بدران و السبتية , ثم ينحسر النيل عن المنطقة التى سميت بعد ذلك (بولاق ) التى أصبحت ميناء القاهرة النهرى .

4- عند المقس – خلف جامع أولاد عنان – أنشئت منظرة ( شرفة ) كان يجلس فيها الخليفة الفاطمى عند توديع أو استقبال الأسطول الحربى الذى كان يخرج من المقس فى النيل إلى دمياط .. لاحظ أن هناك شارع مازال يحمل اسم (باب البحر)

5- و فى شمال المقس وقعت أرض الطبالة التى تحتله الآن أحياء الفجالة و بعضا من الظاهر و الشرابية .

و إلى اللقاء فى فتفوتة أخرى

مصطفى سلام


قصر النيل

------

ابراهيم باشا ( ابن محمد على ) هوأو ل من اهتم بتعمير المنطقة الواقعة بين منطقة أبو العلا إلى جنوب كوبرى قصر النيل الحالى . فأمر بردم البرك فى هذه المنطقة و تمهيدها , و ذلك تجميلا للشاطئ الشرقى للنيل .

و كان محمد على باشا قد بنى لابنته نازلى هانم قصرا على شاطئ النيل – مكان جامعة الدول العربية و ما جاورها – و لذلك سميت المنطقة باسم قصر النيل . هذا القصر هدمه سعيد باشا (ابن محمد على) ليبنى محله معسكرا لإقامة الجند فيه .

أما عن كوبرى قصر النيل ( أول كوبرى ينشأ على النيل من مجراه إلى مصبه ) , فقد بدأ الخديو اسماعيل بناءه عام 1869 و افتتح سنة 1872. و كان طوله 406 أمتار و أقيم على جوانب الكوبرى تماثيل الأسود ( السباع ) الأربعة ( و من هنا أطلق على الخديو اسماعيل: أبو السباع .. و عمم اللقب حيث يطلق حتى الآن على كل من يسمى اسماعيل !! ) , و قد تكلف هذا الكوبرى 108 جنيهات !!! ثم – و فى نفس العام أنشأ اسماعيل كوبرى ( البحر الأعمى ) ( تكلف 40 ألف جنيه فقط ) .. الذى أطلق عليه العامة فى بعض أزمنة القرن العشرن ( كوبرى بديعة ) نسبة إلى الفنانة ذائعة الصيت فى ذلك الحين – بديعة مصابنى - و التى كانت قد أنشأت الكازينو الخاص بها بجوار هذا الكوبرى ) , ثم سمى فى عهد الثورة ( كوبرى الجلاء ).

و فى عام 1931 هدم الملك فؤاد الأول كوبرى قصر النيل ( الإسماعيلى ) و بنى مكانه الكوبرى الحالى بتكاليف قدرها 308250 جنيها و 250 مليما !!

و افتتح الملك هذا الكوبرى سنة 1933 و أطلق عليه اسم والده اسماعيل ( المنشئ الأصلى للكوبرى ) , و أعاد الأسود الأربعة على مداخل الكوبرى .

تغير اسم الكوبرى فى عهد الثورة – كما تغيرت أشياء كثيرة بقصد الحط من إنجازات أسرة محمد على – فسمى : كوبرى التحرير ثم كوبرى جمال عبد الناصر ( من منكم يعلم شيئا عن أنه مسمى بهذه الأسماء ؟! ) .. كلنا نقول : كوبرى قصر النيل .. فالشعوب أقوى من قرارات الحكومة !!

مصطفى سلام



الفتفوتة الثالثة

---

شبرا و روض الفرج

..............

فى سنة 1808 بنى محمد على قصره الشهير فى شبرا الخيمة ( الذى رمم حديثا ) على مساحة 13530 مترا مربعا , و فى نفس العام (1808) شق محمد على شارع شبرا الحالى و قام بتمهيده و غرس على جانبيه الأشجار , و كان يعرف فى ذلك الوقت باسم (جسر شبرا ) ... و من هنا بدأ العمران يزحف على تلك المنطقة التى نتجت أصلا عن انحسار النيل ( الذى كان يمر سابقا فى هذه المنطقة) – كما بينا فى الفتفوتة الأولى .

ثم أنشأ محمد على مصنعا لتبييض المنسوجات و كان المصنع مجاورا لقصر الأمير طوسون باشا بن محمد سعيد ( غير طوسون بن محمد على – و بناه سنة 1869 م ) (شغلتها فى العصر الحاضر مدرسة شبرا الثانوية بنين ) . و لا يزال مكان هذا المصنع يعرف باسم ( المبيضة ) للآن فى روض الفرج .

و فى سنة 1858 بنى سعيد باشا قصر النزهة بشارع شبرا (تشغله الآن المدرسة التوفيقية الثانوية ) .

و تعددت القصور و المبانى الفخمة و البساتين على جانبى شارع شبرا .. و أصبحت شبرا بحدائقها و نواديها و بساتينها مكانا يتنزه فيه سكان القاهرة (طبعا فى ذلك الحين ).

ثم تم مد خط الترام فى شارع شبرا سنة 1902 و فى ساحل روض الفرج سنة 1903 مما يسر عملية التعمير .

مصطفى سلام


جاردن سيتى

يرجع الفضل فى إنشاء هذا الحى إلى إبراهيم باشا بن محمد على .

و قد كانت الأراضى التى يقع عليها هذا الحى جزءا من النيل انحسر عنها بعد الفتح الاسلامى إلى عصر الأيوبيين و المماليك .

و كان أول من ابتنى قصرا فى هذا المكان هو الفاتح ابراهيم باشا الذى بنى القصر العالى الذى كان حده الغربى نهر النيل و حده الجنوبى شارع القصر العينى الحالى و شمالا إلى ميدان الشيخ يوسف .

ثم بنى الخديو البناء اسماعيل باشا – بن ابراهيم باشا – سراى جديدة هى سراى الاسماعيلية . ثم بنى أحمد باشا ( أخو الخديو اسماعيل) قصرا ثالثا ( مكانها الآن مجمع التحرير و الحدائق القائمة أمامه حتى شارع قصر النيل الحالى) .

ثم أنشأ الأمير كمال الدين حسين بن السلطان حسين كامل قصرا آخر تحول فيما بعد إلى وزارة الخارجية .

ثم قصر الدوبارة (الذى اتخذه المندوب السامى البريطانى مقرا له ) الذى بناه إلهامى باشا بن عباس حلمى الأول و امتلكته ابنته الأميرة أمينة ( والدة عباس حلمى الثانى ) و كانت تلقب بأم المحسنين .. و يقع مكان هذا القصر الآن فندق شبرد .

و بنت السيدة قوت القلوب الدمرداشية قصرا .. هدم هذا القصر لتوسعة ميدان كوبرى قصر النيل ( و كان يسمى ميدان إلهامى باشا ) الذى يقع أمام الكوبرى مباشرة .

إذن فأسرة محمد على هى التى أقامت هذا الحى ... و لكن انظروا :

· ميدان الهامى باشا تحول اسمه إلى " سيمون بوليفار" و وضع له فيه تمثال.. كم مصرى يعرف من هو سيمون هذا ؟ إنه ثائر من أمريكا الجنوبية انتهى إلى أن يكون ديكتاتورا اضطر للاستقالة و مات مكروها من شعبه !!!!

· شارع الوالدة باشا – بجوار السفارة الأمريكية (أم الخديو اسماعيل ) سمى شارع أمريكا اللاتينية .... هاهاها

· تخيلوا : بجاردن سيتى شوارع باسم الشيخ العبيط و ميدان باسم الشيخ على يوسف ( سأحدثكم عنهما لاحقا ) و يلقى أسماء المنشئين الأصليين إلى سلة المهملات .

مصطفى درويش سلام



الفتفوتة الخامسة

( باب اللوق )

-------

سبق القول أن النيل قد غيّر مجراه كثيرا على مدى التاريخ , خاصة بداية من القرن السادس و السابع الهجرى حتى استقر على وضعه الحالى حيث انحسر غربا فى المنطقة من مصر القديمة وحتى روض الفرج , و كان من نتيجة هذا الانحسار ظهور المناطق التى تحتله الآن جاردن سيتى و قصر العينى (لا تقل القصر العينى) و المنيرة و ميدان التحرير(الإسماعيلية سايقا )... و باب اللوق .

و كلمة اللوق تعنى الأرض اللينة التى لا تحتاج إلى حرث و كانت الزراعة فيها تتم (بطريقة اللوق ) أى بذر البذورثم يضغط عليها بزحافة من الخشب حتى تغوص فى باطن الأرض.

وكانت أرض اللوق فى القرنين السادس و السابع الهجرى تقع ما بين ميدان عايدين الحالى إلى مجرى النيل و من حى المنيرة الحالى إلى شارع 26 يوليو(فؤاد الأول سابقا ) .

و فى القرن التاسع عشر نقلت المدابغ إلى باب اللوق .. و لعلنا نلاحظ أن شارع شريف الحالى مكتوب أسفله ( شارع المدابغ سابقا) و هو يبدأ من باب اللق حتى شارع 26 يوليو .

و من شوارع المنطقة (شارع البستان) نسبة إلى القصر الذى أنشأه السلطان المملوكى الناصر محمد فى هذا المكان و قد سكنه الأمير أحمد فؤاد (الملك فؤاد الأول) قبل أن يتولى الحكم و قد هدم هذا القصر و مكانه الآن الجراج المتعدد الطوابق فى هذا الشارع .

و لكل شارع من الشوارع المتفرعة من ميدان باب اللوق قصة أتمنى أن أوردها فى الفتافيت القادمة .

ملحوظة : بحثت كثيرا عن (فتافيتى) السابقة فلم أجد لها أثرا .. فمن يجدها يدلنى عليها و لـه الحلاوة !!!

مصطفى سلام

المؤيد شيخ

هو الملك المؤيد أبو النصر شيخ المحمودى الجركسى الأصل , جاء إلى القاهرة سنة 783 هجرية فاشتراه تاجر مماليك يسمى محمود اليزدى , و لذلك عرف بالمحمودى .

اشتراه الظاهر برقوق فأعتقه و علمه الفروسية .. و اعتلى عديدا من المناصب فى عهد برقوق . و فى عام 1412 ميلادية تولى ملك مصر حتى توفى سنة 1421 .

أعظم ما بنى هو مسجده الملاصق لباب زويله و استغرق بناؤه خمس سنوات (1415- 1420) و كان يحتوى على مكتبة عظيمة و له معلمون يقومون بالتدريس فيه .

و لبناء هذا المسجد فى هذا المكان قصة : إذ كان هذا المكان سجنا سجن فيه المؤيد فى عهد السلطان فرج بن برقوق (1400-1411) و عذب فيه عذابا شديدا فلما تولى الملك أمر بهدم السجن و أقام مكانه المسجد .

و للمؤيد شيخ بيمارستان (مستشفى) شيده فى عامين (1418-1420) فى درب اللبان و كان يصرف عليه من أوقاف جامع المؤيد .

كما بنى حماما غير بعيد من المسجد (1420) سمى حمام السلطان المؤيد .

مصطفى سلام


No comments:

Post a Comment