Thursday, January 28, 2010

أهل البيت



أهل البيت


و المقصود بالبيت هنا : بيت النبى صلى الله عليه و سلم .

و لقد اختلفت فرق المسلمين فيمن هم أهل البيت , و قد نبع هذا الخلاف نتيجة لتعصب الشيعة لعلى ـ كرم الله وجهه ـ و لزوجه فاطمة و ولديه الحسن و الحسين و نسلهما فرأوا أن الكلمة لا تنطبق إلا عليهم , أما أزواج النبى صلى الله عليه و سلم فهم خارج هذا الإطار , ليسوا من أهل بيته !!

و لقد غالى العلويون – من الشيعة – فى ذلك مغالاة شديدة .

و ممن قال بقصر اللفظ : الكلبى و أشباهه فيخرج منه زوجات النبى صلى الله عليه و سلم , فأهل البيت عنده هم على و فاطمة و الحسن و الحسين خاصة .

أما أهل السنة فيتوسعون فى ماصدقات اللفظ لتشمل – إلى جوار على و فاطمة و نسلهما – أزواج النبى و شتى فروع بنى هاشم , وكان لا يحق لهم أن يأخذوا الصدقة بحكم الشريعة ( المستشرق : جولدتسيهر فى دائرة المعارف الإسلامية ) .

و يرى ابن منظور أن آل البيت هم آل محمد صلى الله عليه و سلم الذين حرمت عليهم الصدقة .

و إلى مثل ذلك ذهب صاحب القاموس المحيط حيث رأى أن أهل الرجل هم ذوو قرباه و عشيرته , و آل البيت هم سكانه بمن فيه من زوجات و أبناء , و آل الرجل زوجته , و آل النبى أزواجه و بناته و صهره علىّ .

و فى دائرة المعارف الإسلامية يرى الأستاذ أحمد محمد شاكر أن آهل البيت هم المهاجرون , و يرى غيره أنهم كل من اتبع محمدا صلى الله عليه و سلم .

أما Lexicon فى الموسوعة الذهبية فاللفظ عنده يشمل سلالة بنى هاشم و المطلب . بل إن طائفة من المسلمين قالت إنهم من اتبعه سواء من أقربائه أم من غير قرابة ..

و يستدل على شمول اللفظ زوجات النبى أنك لتقول للرجل :" ألك أهل ؟ " فيقول : " لا " , يقصد أن ليس له زوجة , و يقال للآخر : تزوجت ؟ فيقول ما تأهلت بعد .

أما الإمام القرطبى ـ فى موسوعته : الجامع لأحكام القرآن و فى تفسيره للآية 33 من سورة الأحزاب : " يا نساء النبى لستن كأحد من النساء , إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض و قلن قولا معروفا * و قرن فى بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى , و أقمن الصلاة و آتين الزكاة و أطعن الله و رسوله , إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا "

و يستدل على ذلك بقول الحق سبحانه مخاطبا إمرأة إبراهيم عليه السلام : " أتعجبين من أمر الله , رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت " .

فالظاهر من آية سورة الأحزاب أنها عامة فى جميع أهل البيت من الأزواج و غيرهم لأن مسار الآية مخاطبة أزواج النبى .. أما ما يوردونه من حديث لأم سلمة رضى الله تعالى عنها أن النبى صلى الله عليه و سلم ضم عليا و فاطمة و الحسن و الحسين وقال هؤلاء أهل بيتى , فقد قال الترمذى : حديث غريب .

و الأهل ـ فى اللغة , و إن كن إناثا ـ حد مذكر , و على هذا يسقط قول الكلبى و أشباهه و لا اعتبار لهم , و فى اللغة أمثلة كثيرة على ذلك .. و لو كان الكلبى قد قال ذلك و كثيرا غيرذلك فى تفسيره ـ فى زمن السلف الصالح لحجروا عليه .

" رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت "

مصطفى سلام

مراجع :

· دائرة المعارف الإسلامية ـ مادة " أهل البيت "

· الموسوعة الذهبية للعلوم الذهبية – دكتورة فاطمة محجوب ـ مادة آل البيت

· الجامع لأحكام القرآن – القرطبى – تفسير الأية 33 من سورة الأحزاب

· لسان العرب – ابن منظور

· القاموس المحيط - الفيروزابادى

No comments:

Post a Comment