Thursday, January 28, 2010

حوار مع حمار



حوار مع حمار



سائر أنا فى الطريق , إذ بى أسمع نشازا بل هو نهيق , صادر عن حمار , باد عليه الوقار , فقصدت إليه بخطو حثيث , موجها إليه الحديث :

· يا أيها الحمار المحترم , يا من له فى ميدان الصبر ألف قدم , لم هذا النهيق الرهيب , أزعجت به البعيد والقريب ؟

- إنه يا ابن آدم ليس بنهيق , بل هو بكاء أليم , على أفعالكم : السخيف منها و الدميم ... هاق هاق هاق هاق !!!

· كفاك صراخا و ألم , و بيّن لى ما بك ألمّ .

- نسيتم أننا فى الحياة زملاؤكم , و فى جنس الحيوان شركاؤكم , فتسلطتم علينا بغير ميزة , و تجاهلتم أن لنا نفوسا عزيزة , تتباهون علينا بالعقل , و تقومون من الأعمال بما هو سهل , و تتركون لنا كل حمل ثقيل , و تقدمون لنا من البرسيم أقل القليل ......

· على رسلك أيها الحمار المبجل , فميزة العقل هى من المزايا الأجل , و من الفضائل هى الأفضل , ثم إنك أقوى بما لك من قوائم أربع , و ظهر صلب على الوهن يتمنع , أما الطعام , فإننا نحن الأنام , نشكو , مما منه تشكو , فالطعام فى الأرض قد شح , و تناقص إنتاج القمح .

- و ما رأيك فيما غيرتموه من طبيعة الأرض ؟ خربتموها بالطول و العرض , غيرتم فى خلق الله ....

· كيف يا حمار ؟

- انظر إلى مايكل جاكسون , أبنت ناعمة أم ولد أخشن ؟ .. ألا يكفيك هذا مسخرة ؟ و تغييرا فى طبيعة الورى ؟

· مالنا وما له يا حمار ؟ إنه من بلاد معظم أهلها أشرار , كيف تجعل منه مثالا , و تقول فى هذا المسخ مقالا ؟

- و الأوزون ؟ ألم تخرقوه ؟ و بذا شكل الطقس غيرتموه , فالصيف حارق , والشتاء برده صاعق .

· هم أيضا من فعلوا هذه الفعلة , و ارتكبوا هذه العملة ...

- و من لوث جو الأرض , فأتلف الزرع و قتل الروض ؟

· لسنا نحن يا صديقى الحمار , هم الذين لوثوا الزرع و الروض والثمار .

- و أين أنتم , قاعدون فقط ( كالتـُهمة ) , و ليس لكم فى الحضارة أية مساهمة ؟

· نحن كنا أول من ................

- لا تقل لى أول من تحضر و بنى , من سبعة آلاف سنة , المهم أنكم الآن مستهلكو حضارة , وا حسرتا عليكم و ألف خسارة !!

· قلبت علىّ يا حمارى المواجع , لا عطار بأعشابه نافع , و لا دوا طبيب شافع ...

- يا راجل يا جاهل , تأتى وسط هذا التطور الهائل , و تلجأ إلى العطار ؟ أين العلم الذى تعلمته : طار؟

اتركنى يا بنى آدم , المناقشة مع أمثالك عدم من العوادم ...............هاق هاق هاق هاق

أجرى الحوار : مصطفى درويش سلام

2 أبريل 2006

No comments:

Post a Comment