الحبيبة بنت الحبيب
(6)
قرة العين
و تعود الحياة إلى البيبت هانئة بعد تلك الأزمة العنيفة : الزهراء تبذل الجهد قدر ما تمكنها صحتها التى لم تتكيف على جو المدينة , و على يحيطها بالحب و العطف و الرعاية , و يساعدها قدر ما يتسع وقته فى أعمال المنزل .
و يقع الحادث السعيد المرجو .. فى السنة الثالثة من الهجرة تضع الزهراء بكرها ( الحسن بن على ) , يصل النبأ إلى المصطفى صلى الله عليه و سلم , يخف إليها مسرعا , فرحا مبتهجا متهللا , يحمل الوليد , يتلو فى أذنيه الأذان .. و كان يوما مشهودا احتفلت به المدينة المنورة , و تصدق الجد (ص) على الفقراء بزنة شعره فضة ... و لم يكد الوليد يبلغ عاما و نصف العام حتى لحق به فى الحياة شقيقه (الحسين ) فى شهر شعبان سنة أربع من الهجرة .
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فى السنة الرابعة من الهجرة فى السابعة و الخمسين من عمره ، لم يكن يعيش به أولاد , و لكن قلبه امتلأ بالحب لحفيديه الحسن و الحسين و كان يغمرهما بالحنان و يدعوهما ابنيه , فكان يقول لفاطمة : " ادع لى ابنى , فإذا ما جاءا ضمهما إليه و شمهما " , و لقد أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحسنين , و قال لأسامة بن زيد : " هذان ابناى و ابنا ابنتى , اللهم إنى أحبهما فأحبهما , و أحب من يحبهما ".
لقد كان لفاطمة الشرف العظيم من الله سبحانه و تعالى أن جعل فى ولديها أشرف سلالة هى سلالة المصطفى عليه الصلاة و السلام ..
فاطمة التى ذهب على بن أبى طالب يوما ليسأل النبى : " أيهما أحب إلى رسول الله : ابنته فاطمة أم زوجها على بن أبى طالب , فقال المعصوم فى ابتسامة : فاطمة أحب إلىّ منك , و أنت أعز علىّ منها !!!!!!
فى مرة – مر رسول الله على بيت أحبائه , فوجد الحسن يبكى و يطلب طعاما و ابويها نائمين , فلم تطاوعه نفسه أن يوقظهما , و قصد غنمة فحلبها و سقى منها الحسن حتى ارتوى !!
و فى أخرى مر فسمع الحسين يبكى فعاتب ابنته قائلا : " أو ما علمت أن بكاءه يؤذينى ؟
ثم كانت المولودة الأولى : زينب سميت على اسم خالتها الراحلة زينب بنت محمد (ص) , ثم كانت أم كلثوم بعد عامين من مولد زينب .
لقد ماتت بناته الثلاث : زينب و رقية و أم كلثوم فى حياة أبيهن (ص) و بقيت له فاطمة و نسلها ما بقى هو على قيد الحياة .
No comments:
Post a Comment