Friday, January 29, 2010

عن العربية


عن العربية


الإبنة النابهة ريم

رائع من فتاة فى ميعة الصبا ، و فى خواء الغربة أن تهتم بقضايا أمتها عامة ، و مثل تلك القضية التخصصية على وجه الخصوص .

يا آنستى الرقيقة ، ما تفضلت بإثارته ليست قضية العصر ، إنما هى قضية تعرض لها المفكرون على مدار عصور عدة .

و أنت تعرفين أن روح اللغة العربية هو النحو ، فهو الذى يحدد المعانى و يوضح المقصود ، وإذا سمحت لى أن أضرب لك مثالا تاريخيا على ذلك : مر الخليفة الأموى على رجل يقرأ القرآن الكريم :

" أن الله برئ من المشركين و رسولِه " – بكسر اللام (بينما هى مرفوعة على الابتداء )، فكاد الخليفة أن (يلطم !!) من خشية ضياع القرآن الكريم ( حيث معنى كسر اللام هنا أن الله برئ من رسوله – حاشا لله ) .. فسارع الخليفة إلى أبى الأسود الدؤلى ليضع (تشكيل : فتحة ، كسرة ..الخ ) للقرآن الكريم .

و النحو فى اللغة العربية هو أصعب ما فيها ، و المناهج المقررة فى المدارس لاتستقيم و سن التلميذ الدارس مما يجعله ينفر من النحو ، بل و من اللغة كلها .

و لقد تنبه الدكتور طه حسين إلى هذه المشكلة ( فى كتابه : مستقبل الثقافة فى مصر سنة 1937) و طالب بتبسيط النحو على الدارسين من تلاميذ المدارس ، و قصر معضلاته على المتخصصين فى المستويات الأعلى ... و لكن دون مجيب .

و على هذا ، فالتقصير ليس من جانب اللغة العربية ، و إنما من العرب :

* فالعرب فى عصرنا الراهن قد بلغ بهم الوهن حدا لا يشجع الفرد بالفخر بالانتماء إليهم ، و أعتقد أن لغتهم ، لو لم تكن لغة القرآن الكريم ، لتخلينا عنا منذ زمن .

* اللغة العربية أكثر ثراء مما نظن ، و فى هذا يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم :

وسعت كتاب الله لفظا و غاية .. و ما ضقت عن آى به و عظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة .. و تنسيق أسماء لمخترعات

أنا البحر فى أحشائه الدر كامن .. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتى

* ليس هنا أى جهود مبذولة من قبل الدولة لرفع مستوى تعليم اللغة العربية.

* يساهم التليفزيون – بالذات دون الإذاعة – فى سوقية الألفاظ العربية و انهيار اللغة على ألسنة مذيعاته.

* هبوط اللغة ليس مسغربا فى مجتمع تهبط كل مستوياته .. (نظام التعليم كله فى حاجة إلى ثورة )

No comments:

Post a Comment