Saturday, January 23, 2010

و يأتى الإصلاح

وبعد الهئ المئ :


يأتى الإصلاح


لا بد أن كل من قرأ مقالتى " الهئ المئ " قد أصيب بالغثيان لهبوط مستوى الكلمات , فما بالهم لو كانوا قد سمعوا هذه الأغنيات ملحنة و مغناة بأصوات ملونة متميعة ؟!!

و لكن كان هناك قبل ذلك نهضة فنية رائعة قادها فى نهاية القرن التاسع عشر و بداية العشرين كل من محمد المسلوب و محمد عثمان و عبده الحامولى .. و أذكر لكم أن عبده الحامولى قد غنى فى حفل زفاف أمير الشعراء أحمد شوقى سنة 1896 من تلحين محمد عثمان : " ياما انت واحشنى " أبدع فيها المؤلف و الملحن و المطرب إبداعا يليق بأمير الشعراء !!

لكن .. و كما قلت إنها كانت سياسة استعمارية هدفها تفريغ المحتوى الوطنى للشخصية المصرية حتى تكون أسلس قيادا , و لم تقتصر هذه السياسة على الفن وحده و إنما تعدته إلى مجالات أخرى كالتعليم .. الخ .

و لقد قام الفلاحون بثورة مضادة فى هذا المجال فردوا على تلك السياسة الاستعمارية بالموال .. نعم بالموال : استمع إلى مغنيهم يتغنى بالحكمة :

حكمت على السبع راح للكلب عند الكوم ..

لما صحى الكلب قال له السبع صحى النوم ..

أسألك يا رب يا مجـّرى بحار العوم ..

ترجع السبع يخطر زى عاداته ..

و ترجع الكلب ينبش فى تراب الكوم .

و يتغنى :

من غلب حالى بادوّر ع الشجا ما الجاه .. ( يعنى لا أجده )

و لا التجيش البياتة حتى فى ملجاه ..

يا دنية الشوم ما خليتى عزيز و لا جاه ..

ابن البلد ينظلم و الندل يتهنى ..

من غير مايشجى يلاجى كل يوم ما , جاه .

و يسير رواة السّـير فى الموالد يحكون الحكايات البطولية لأدهم الشرقاوى يتعرضون فيها للبطولة و الحكم :

منين أجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه ..

شبه المؤيد إذا حفظ العلوم و تلوه ..

الحادثة اللى جرت على سبع شرقاوى ..

الاسم أدهم , لكين النقب شرقاوى ..

مواله أهل البلد جيل بعد جيل غنوه .

و كذلك يستمتع السامعون بما يستمعون إليه من رواة السير كالسيرة الهلالية :

أصلى و اسلم على النبى الزين ..

مدحْـت النبى العضم بطـّـل صلاية ..

و بعد الظلام يأتى النور : فيبزغ سيد درويش (1892 – 1923 ) , و تشرق أم كلثوم , و يسطع عبد الوهاب ,

و تنحو الأغنية منحى آخر ......

كيف ذلك ..

إلى الملتقى فى مقال تال .

مصطفى سلام

No comments:

Post a Comment