Saturday, January 23, 2010

الحبيبة بنت الحبيب 5

الحبيبة بنت الحبيب


(5)


أزمة عاصفة


هم على بن أبى طالب ذات يوم أن يجمع مع الزهراء ضرة .. يتزوج عليها – و كان ذلك قبل إنجاب ابنهما الحسن فى العام الثالث من الهجرة !! و يتزوج بمن ؟ .. تلك هى المشكلة .. بابنة (عمرو بن هشام ) و من عمرو بن هشام ؟ إنه عدو الإسلام الأول الملعون أبو جهل !!! ...

هل من المتصور أن يجتمع فى دار واحدة ابنة أشرف الخلق و ابنة أشر الخلق ؟ .. هذا ما لا يرضاه الله و لا رسوله و لا المؤمنون ..

و هنا انبرى رسول الله صلى الله عليه و سلم معترضا , فهو لم ينكر على على الزواج حتى و لو على ابنته فاطمة , و لكنه لا يريد أن يروّع ابنته بابنة أعدى أعدائه .

لقد كان لدى رسول الله فى ذلك الوقت ثلاث زوجات , فهو لا يحل لنفسه ما يحرمه على على , و قد قالها : " إنى لست أحرم حلالا و لا أحل حراما , و لكن و الله لا يجمع بنت رسول الله و بنت عدو الله بيت واحد أبدا " .

و لقد استمرت خديجة رضى الله عنها زوجا وحيدة لرسول الله صلى الله عليه و سلم خمسا و عشرين سنة , و لم يكن زواجه – بعد موتها – إلا لأسباب تمت إلى نصرة الدين بصلة.

انطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المسجد مغضبا و خطب فى أصحابه :

" إن بنى هشام بن المغيرة (أبى جهل) استأذنونى أن ينكحوا ابنتهم على بن أبى طالب , فلا آذن لهم , ثم لا آذن لهم , ثم لا آذن لهم .. إنى أتخوف أن تفتن ابنتى فى دينها ".

انصرف على إلى بيته بعد سماعه الخطبة , فوجد الزهراء مهمومة حزينة باكية , فجلس إلى جوارها , و همس لها : " هبينى أخطأت فى حقك يا فاطمة , فمثلك أهل للعفو و المغفرة .....

أجابته فاطمة بعد حين : " غفر الله لك يا ابن العم " .. فلثم أطراف أصابعها , و راح يروى لها ما حدث فى المسجد , فاغرورقت عينا ها بالدموع تأثرا بعطف أبيها و انفعالا بموقفه ... ثم قامت للصلاة .

مصطفى سلام

No comments:

Post a Comment