Wednesday, January 27, 2010

المعرفة و النكرة


المعرفة و النكرة


الأستاذ مصطفى سافت :

الشكر لك لغيرتك على " فاتحة الكتاب "

و اعف عنى إن كنت قد سقطت سقطة فظيعة – كما ذكرت فى تعقيبك - و لكن اسمح لى أن أوضح الصورة :

النكرة عبارة عما شاع فى جنس موجود أو مقدر ، فالأول :كـ : رجل ، فإنه موضوع لما كان حيوانا ناطقا ذكرا , و الثانى كـ : شمس فإنها موضوع لما كان كوكبا نهاريا ينسخ ظهوره وجود الليل .. فإذا أردت التعبير بلغة المنطق الصورى ، فلنقل إن المعرفة حد جزئى و النكرة حد كلى .

و النكرة – كما جاء فى " قطر الندى و بل الصدى " – هى الأصل ، و المعرفة هى الفرع و ليس معنى كون اللفظ نكرة غضا من قيمته أو إدناء من واقعه اللغوى ، فقد يكون تنكير اللفظ للإعلاء من قدره ... كما قال تعالى : " و لو أن قرآنا سيرت به الأرض ..الخ " ..... أو قول أحمد شوقى : " لى فى مديحك يا رسول عرائس ..الخ" ، أو قولك لأحدهم : " أنت بحر .."

و كل هذه الأسماء نكرة لكنها مقصودة .

فالنكرة إذن قد تكون نكرة مقصودة .

و ليس التعريف فقط بالألف و اللام ، بل هو أقسام ستة هى باختصار شديد : الضمير، العلم ، اسم الإشارة ، الاسم الوصول ، المقترن بـ أل ، المضاف إلى واحد من هذه الأقسام المتقدمة .

و الحق يا أستاذ مصطفى أن اعتراضك على تعبير : " أقرا فاتحة " على اعتبار أن كلمة " فاتحة " نكرة ، له ما يبرره ، لكن لو علمنا أنها– لشهرتها – لم تعد كذلك ، بدليل أنك فهمت المقصود منها ، و هو فاتحة الكتاب ، لحُلت المشكلة .

شكرا لك ،،،

No comments:

Post a Comment