إلى المكتبة

بداية طريقك مع القراءة و اول كتاب تفتكر انك قراته؟؟؟؟

كانت البداية فى النصف الأول من خمسينات القرن الماضى (العشرين) حين كنت طالبا بالمرحلة الثانوية (كانت خمس سنوات) فكنت أجمع فى نهاية العام الدراسى كراساتى المستعملة طوال العام مع الكتب المدرسية المستعملة و أذهب بها إلى ( عطار) كان لديه مخزون ضخم من الكتب باللغة الإنجليزية يصنع منها قراطيس يبيع فيها بضاعته ، فيزن لى مقابل كتبى قصصا باللغة الإنجليزية ، كنت أسهر الليالى مكافحا من أجل قراءتها مستعينا فى ذلك بالقاموس .

و كنت فى تلك الفترة عاشقا للغات الأجنبية – الفرنسية خاصة – فقرأت فيها النصوص الأصلية لقليل من الأدباء ، مثل Les femmes savantes لمولييرأيضا مستعينا بالقاموس .

و كان شغفى بقراءة الترجمات العربية لقصص أرسين لوبين لا يضارع ، فكنا مجموعة من الأصدقاء – يشترى كل منا قصة له – و نتبادل معا القصص للقراءة .

أما عن أول كتاب قرأته .. فأظن أن ذاكرة الكمبيوتر نفسه لا تستطيع العودة 58 سنة إلى الخلف !!!

( أذكر بالكاد أن أول كتاب قرأته كاملا كان عن رحلة فى الفضاء بين النجوم .. اسم الكتاب : لا أتذكر – اسم المؤلف : لا أتذكر !!)

_إيه نوعية قراءات حضرتك أو المواضيع اللي بتشد أ.مصطفى سلام؟؟؟

ليس هناك تخصيص لموضوعات قراءتى ، و إن كنت أميل إلى : الفلسفة و علم النفس – بحكم التخصص – و التاريخ ( أعشقه ) ، أما اللغة العربية و آدابها .. فحدثى عن حبى لها و لا حرج .

_ياترى مين من الكتاب بيعجب حضرتك و بيشدك فكره و عند حضرتك ايه ليه_من الكتب يعني_؟؟؟

فى الأدب أنا من عشاق طه حسين ، و عندى له العديد من الكتب : فى الأدب الجاهلى (و كان اسمه سابقا : فى الشعر الجاهلى . و هذا الكتاب كان قد أحدث ضجة كبرى فى عشرينيات القرن العشرين ، و أدى إلى ابعاد طه حسين عن التدريس بالجامعة ) - و إسلامياته : الفتنة الكبرى (جزءان) و الشيخان (أبو بكر و عمر ) ، ومرآة الإسلام ، الوعد الحق ، على هامش السيرة ، مستقبل الثقافة فى مصر ، الأيام ، شجرة البؤس ، رسائل طه حسين ( إلى عظماء عصره ) – كما أن لدى ترجمة باللغة الفرنسية لبعض أعماله .. مثل شجرة البؤس L'arbre de la Misére .

و فى ميدان الفلسفة و الفكر فإنى أهوى الدكتور زكى نجيب محمود : و من كتبه لدى : المنطق الوضعى ، نحو فلسفة علمية ، خرافة الميتافيزيقا ، قيم من التراث ، ثقافتنا فى مواجهة العصر ، المعقول و اللامعقول ....

_إيه هو أفضل ما كتبه هذا الكاتب من وجهة نظر حضرتك؟؟؟..

ليس من اليسير التحديد ، فالعظماء تتبدى عظمتهم فى جل أعمالهم : لكن على وجه التحديد فإن كتاب طه حسين : فى الشعر الجاهلى قد أحدث نقلة فى تطور طرائق التفكير العربى .

و بالنسبة لزكى نجيب محمود ، فإن كتابه : خرافة الميتافيزيقا ، كان فتحا جديدا فى الدراسات الفلسفية فى العالم العربى.

اسم الكتاب اللي ممكن تقراه مرة و اتنين و عشرة بدون ان يصيبك بالملل ؟؟؟

بعد كتاب الله ، كتاب ( الله ) لعباس محمود العقاد .

_كتاب كنت تتمني ان تكون كاتبه :

التعادلية لتوفيق الحكيم .. ففيه فلسفة تحدد استمرار الوجود من خلال التوافق بين المتناقضات .

إيه ذكريات حضرتك مع المكتبة...على اختلاف المراحل العمرية؟؟؟..

كثيرة .. أخنار منها : أنى بدأت فى تكوين مكتبتى الخاصة من خلال كتبى الجامعية التى تعتبر مرجعا لكل دارس للفلسفة و علم النفس ، و فى القاهرة وجدت ضالتى فى سور الأزبكية ، رحه الله أيامه ، كان به أروع الكتب بأرخص الأسعار ، يكفى أن أقول أننى اشتريت منه أكثر من مائة كتاب من مجموعة واحدة هى Les Classiques pour Tous تحوى أعمال كبار المبدعين الفرنسيين مثل كورنى و راسين و غيرهما ، و كان سعر الكتاب قرش واحد (ممنوع الضحك) ، ثم (انجرت رجلى ) إلى المكتبات الضخمة فى مدينة القاهرة – فنلت منها ما شاء لى الله أن أنال من كنوز المعرفة.

هذا و قد كنت زبونا مستديما و ضيفا ثقيلا على كثير من المكتبات العامة : كدار الكتب بباب الخلق ، و مكتبات جامعة القاهرة ، و المكتبة الأمريكية بجاردن سيتى (حرقت فى الستينات ) (ملحوظة : رغم أنى كنت من مرتادى المكتبة الأمريكية إلا أننى لم أكن عميلا لأمريكا و الله العظيم ).

و بعد أن اشتغلت بتدريس الفلسفة ، كان للكتب ميزانية مخصصة لشرائها .. ثم جاء مشروع مكتبة الأسرة فكان فتحا مبينا بالنسبة لى .

_كتاب بتعتز بيه جداً جداً في مكتبتك...يا ترى هو إيه...و ياريت لو تحكيلنا عنه..بنوع من

التفصيل_حابين يا أ.مصطفى في السؤال ده حضرتك تورينا الكتاب من وجهة نظر حضرتك

الشخصية_..

من بين تلك الكتب : كتاب : المعقول و اللامعقول فى تراثنا الفكرى للدكتور زكى نجيب محمود . و فى هذا الكتاب يتناول المؤلف سبق الفكر العربى الفكر الغربى فى كثيرمن النظريات : كنظرية السببية التى قال بها الإمام أبو حامد الغزالى ، ثم لماذا نسبت إلى دافيد هيوم الإنجليزى – رغم سبق الغزالى لهيوم بعدة قرون ، كذلك مراحل التطور الفكرى التى قال بها الغزالى أيضا و لكنها نسبت إلى وايتهد – البريطانى المعاصر . ثم يتحدث عن النزاع بين على و معاوية محللا إياه من وجهة النظر العقلية و الأخلاقية ، بل و للعقلانية التى قامت عليها أخلاق عملية التحكيم . ثم يتحدث عن العقل فى مجال التجربة ، و عجزنا عن مسايرة الغرب فى الاعتماد على العقل و اللجوء إلي الآخرين لحل مشاكلنا – ثم مسألة حرية الإرادة و مسئولية الإنسان عن فعله – العقل و المعتزلة .. عبقرية اللغة العربية فى الأداء ...

ثم يتكلم الدكتور عن تسرب اللامعقول إلى الميدان ممثلا فى شطحات الصوفية ، و تعليل الأحداث بغير أسبابها الطبيعية مثل السحر و التنجيم..

الكتاب فى مجمله يظهر العظمة العربية حين كان الاعتماد على العقل ، ثم التردى إلى الهاوية حين تخلينا عنه .

_كتاب حضرتك بتنتقده و متنصحش أي حد إنه يقراه؟؟و الأسباب؟؟؟

ليس عندى مثل هذا الكتاب لأنى – بفضل الله – كنت أدقق جيدا فى نوعية الكتب التى أشتريها أو أقرؤها – لكن على وجه العموم فإن كل كتاب لا يلتزم بالعقل و الخلق القويم فهو مرفوض تماما .

أ.مصطفى...هتعب حضرتك معايا..ممكن الكتاب اللي حضرتك هتختاره و تحكيلنا عنه

بالتفصيل تهديه للمكتبة؟؟

أو تقولي حضرتك على اسمه و أنا هعمل عليه بحث و أجيبه...

أولا : الكتاب نفسه تحت أمرك .

ثانيا : أنا ضعيف جدا إلكترونيا ، و لا أعرف كيف (Upload ) الكتاب إلى المكتبة .

ثالثا : الكتاب هو : المعقول و اللامعقول فى تراثنا الفكرى – المؤلف : دكتور زكى نجيب محمود – الناشر : دار الشروق .

المكتبة يا أ.مصطفى يشرفها انه يكون فيها كتاب بصمة بالنسبة لشخصية زي حضرتك...

أي تفاصيل و أي حاجة خارج الأسئلة و تخص المكتبة أو الكتب أو القراءة بشكل

عام...مرحب بيها جداً جداً...

سعدت كل السعادة بهذا اللقاء – و إنى لأتمنى من الله أن يستمر هذا البرنامج متألقا .

المكتبات هذه الأيام : أصناف ثلاثة :

المكتبة الورقية : و تضم مكتبتى فى هذا المجال ما لا يقل عن 2500 كتاب فى مختلف فروع المعرفة .

المكتبة الإلكترونية : و قد استطعت الحصول من على بعض المواقع على كتب رائعة تقدر بحوالى 700 كتاب إلكترونى .

المكتبة الصوتية : و عندى منها كاسيت و سى دى لكل ما يخطر على البال من أعمال أم كلثوم و عبد الوهاب ، كذلك كثير من أعمال الموسيقيين العظام مثل موزار و بيتهوفن و تشايكوفسكى ...... الخ .

أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم و ضيعت من وقتكم .. لكن محبتى لكم هى التى فتحت قلبى لكم ...

لكم منى كل الأمنيات الطيبة ،،،

مصطفى سلام