الاختلاف
أخى الأستاذ الكريم أبا أحمد
لقد سعدت – و الله يعلم – بالتعرف الذى تم بيننا على صفحات منتدانا هذا ، هذا التعرف الذى تحول عندى – و لتصدقنى - إلى حب لك فى الله .
و إنه لمن حسن الطالع أن نتوافق سويا حول أفكار الاتفاق و الاختلاف ، فتعدد التفاسير للقرآن دليل على أن أسلافنا كانوا يؤمنون بالاختلاف الخلاق فى الرأى بدليل عظمة كل تكل التفاسير.
و أتفق معك – بل أشد على يديك – لرأيك فى فكرة الاختلاف فى الرأى ، فذلك الاختلاف هو أساس تجديد الفكر ، و لقد كانت نظرية الفيلسوف الألمانى هيجل
أنه يقوم على الاختلاف لا على DIALECTIQUE فى الجدل HEGEL
الاتفاق ، بل يقوم على التناقض بين الأفكار ليأتى من يقوم بالتأليف بين المتناقضات .. و بهذا يحدث التجديد فى الفكر .
إذن فمرحبا بالاختلاف الذى يؤدى إلى الحركة الباعثة لفكر جديد .
و اتفقنا أن من يتعرض لتفسير القرآن الكريم ، أو إبداء رأى بخصوصه ، لا بد من الدراسة الدقيقة لكثير من العلوم الخاصة بالموضوع ، و ليس هذا قاصرا على القرأن الكريم وحده ، بل فى كل ميدان من ميادين الفكر .
و يحضرنى بهذا الخصوص أن الإمام أبا حامد الغزالى المتوفى سنة 505 هـ - حين أراد أن ينقد ، أو ينقض الفلسفة ، قال ما معناه أنه قد درسها حتى وصل فيها إلى أبعد مما وصل إليه المتخصصون فيها و المشتغلون بها .
أما الأستاذ مصطفى الفخرانى ، فقد ألقى حجرا فى المياه الراكدة ، فحرك الماء الآسن ، و ما أدراك ما الحركة ، إنها سر الحياة فى الوجود و فى الفكر .. و ننتظر من كل من يستطيع أن يدلى فى الموضوع بدلوه .
لستُ – أخى الكريم – ممن يتمسكون برأى إن بدا لى خطؤه ، أو ظهر لى خطله ، و لستُ من المستمسكين بكل ما قاله السابقون إن بدا لى ما هو أفضل من – و إى تحولتُ إلى دوجماطيقى متحجر الفكر متجمد العقل ..
و لقد قال طه حسين – رحمه الله – إننا نملك لغتنا كما كان القدماء يملكونها ، و لنا أن نغير منها و نعدل فيها كمل كانوا يغيرون و يعدلون ...
و بناء عليه ، فلا بد أن تتطور أفهامنا و رؤانا حسب مقتضيات العصر ، لكن : كما قال شيكسبير !!!That is the problem من يقود عملية التغيير ..
التقدير كله لك .. و الحب كله لسوريا و قومنا فى سوريا ،،،
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment