Saturday, January 23, 2010

الحبيبة بنت الحبيب 4

(4)


التقشف

فى بيت على بن أبى طالب كانت حياة الزهراء خالية من أى مظهر من مظاهر الترف بل كانت حياة كلها تقشف .. عكس أخواتها زينب و رقية و أم كلثوم اللاتى تزوجن من أثرياء ، فقد كان على رجلا فقيرا ابن رجل فقيرهو أبو طالب الذى كان شريفا فى قومه لكنه كان فقيرا كثير العيال حتى أن محمدا (ص) طلب من عمه العباس أن يتكفل بولد من أولاده و يتكفل هو (ص) بآخر .. و كان هذا الآخر هو على .

و قد ذكرأحد مؤرخى السيرة أن فاطمة ذكرت فقر على حين تقدم لطلبها من أبيها , فقال صلى الله عليه و سلم : " إنه سيد فى الدنيا و إنه فى الآخرة من الصالحين ، و إنه أكثر الصحابة علما و أفضلهم حلما و أولهم إسلاما "

تزوجت فاطمة و كان جهازها يتكون من وسادة حشوها ليف و رحاءين و سقاءين و بعض العطر و الطيب ... لم يستطع على أن يوفر لها خادما ، بل كان يساعدها ما أمكنه , ثم طلب منها أن ترجو أباها أن يعطيها خادما تعينها ... استمعوا إلى هذا الحوار :

- الرسول (ص) : ما جاء بك يا بنية ؟

- جئت لأسلم عليك !!! و استحيت أن تسأله مسألتها .

فقام على و صحبها إلى رسول الله (ص) و تولى عنها السؤال , فأجابهما الرؤوف الرحيم :

- لا و الله , لا أعطبكما و أدع أهل الصفة تتلوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم !!!!

لكن الرسول (ص) عليه كان له معهما موقف : لقد رجعا إلى بيتهما يحاولان النوم ، و لكن قسوة البرد منعتهما النوم رغم انكماشهما فى غطاء إن ستر رأسيهما بدت أقدامهما , و إن غطيا أقدامهما بدت رؤوسهما .. و إذا بأبى الزهراء يدخل عليهما :

- ألا أخبركما بخير مما سألتمانى ؟

- بلى يا رسول الله .

- كلمات علمنيها جبريل : تسبحان الله فى دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين , و تحمدان ثلاثا و ثلاثين ، و تكبران ثلاثا و ثلاثين ................ و انصرف .

يقول الإمام على : " فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن ... حتى و لا ليلة صفين " .

شوهد رسول الله (ص) يسعى إلى بيت فاطمة مهموما , و بعد أن قضى بالدار مدة خرج منشرح الصدر ، فقالوا له : " رأيناك تدخل على حال وتخرج على وجهك البشر" .. فقال : " و ما يمنعنى و قد أصلحت بين أحب اثنين إلى " .

و فى موقف آخر , خرجت الزهراء تتوعد عليا بأن تشكوه إلى رسول الله فخرج مسرعا فى أثرها حتى جاءت أباها و شكته , فأرضاها النبى و أوصاها بالرفق بعلى و احتماله ... و فى طريق العودة قال لها على كرم الله وجهه : " و الله لا آتى شيئا تكرهينه أبدا ".

و إلى اللقاء فى الحلقة التالية ,,,

مصطفى سلام

رمضان 1327

No comments:

Post a Comment