Tuesday, January 26, 2010

الرسوم

رد على دراجون شادو


بشأن مقاطعة المسيئين إلى الإسلام


تحدث المتحدثون و ناقش المتناقشون موضوعات شتى تبدأ من المستوى المتدنى للإنتاج الاقتصادى فى عالمنا الإسلامى – العربى

منه خصوصا – و انتهاء بفكرة المقاطعة الاقتصادية للدول المسيئة للإسلام و للرسول صلى الله عليه و سلم .

و قد انقسمت الآراء حول هذه المقاطعة إلى قسمين ، كل منهما له مبرراته القيمة ، رأى يقول بضرورة المقاطعة عقابا للدول التى نشرت هذه الرسوم ، و الرأى الآخر يرى أنه قد سبق لنا مثل هذه المقاطعة ، لكن النتائج كانت مزيدا من العداء و مزيدا من الرسوم ، بل و فيلم هولندى أكثر إساءة للإسلام و رسوله الكريم ، إلى جوار انهمار المعونات الأوربية و الأمريكية على الدنمارك تعويضا لها عن الخسائر التى تكبدتها خلال هذه المقاطعة .

اسمحوا لى أن أتناول الموضوع من زاوية أخرى : هذه الرسوم و ذاك الفيلم ليست إلا تعبيراعن فكر معين يناقض الإسلام ، بل و يمقته ، حسنا ، أسأل : كيف يحارب الفكر ( العقلى المعنوى ) بوسائل مادية كالمقاطعة الاقتصادية و ما إلى ذلك ؟ ..

لا بد من استعمال نفس السلاح فى المعركة ، فلو استخدمنا السلاح المادى فى مواجهة هذه المشكلة ، فقد يؤتى ثمارا مؤقته ، تزول إذا ما تغيرت الظروف و الأحوال – كما رأينا فى المقاطعة الأولى التى أشك أن تكون قد نجحت ، بدليل العودة إلى نقطة البداية – مهاجمة الإسلام و رسوله الكريم – بصورة أشد و أنكى ، فلم تعد الرسوم وحدها ، و إنما أضيف إليها فيلم تسجيلى ينحو نحو ذات الهدف .

تعالوا بنا نفهم الهدف من هذه الحملة .. تلخص الجملة الأخيرة من الفيلم الهولندى المسئ بعبارة تلخص كل الأهداف : " أوقفوا أسلمة أوربا " ..

إذن فهذه الحملة – رسوما و فيلما – تستهدف إيقاف تغلغل الإسلام فى أوربا ، و نتساءل : كيف ينتشر الإسلام فى أوربا و فى غيرها ؟ هل بأسلوب اقتصادى ؟ .. مادى ؟ .. كلا فنحن لسنا فى موقف اقتصادى يمكننا من أن نكون نموذجا ، بل إن موقفنا هذا يمكـّن غيرنا من الضغط علينا ... هل انتشر بأسلوب عاطفى ؟ .. كلا ، فالأوربيون يقيمون حياتهم على العقل و ليس مثلنا على العاطفة .

النتيجة التى أريد أن أصل إليها هى أن تلك الرسوم و هذا الفيلم إنما هى تعبير عما هو مستقر بالعقول ، فلو استطعنا أن نغير ما بتلك العقول ، لوصلنا إلى نتائج مبهرة لا نستطيع الوصول إليها بأية ضغوط اقتصادية .

و إذا كان ذلك كذلك ، فالعبء يقع أولا على علمائنا و فقهائنا الذين اكتفوا بالشجب فى وسائل إعلامنا ، دون أن يصل لهم صوت إلى المسيئين ، ينبغى أن يقدم الإسلام بكل لغات الأرض إلى كل قاطنى هذه الأرض ، كل بلغته ، بأسلوب ميسر معاصر يصل إلى العقول فينطلق منها إلى الأفئدة .

و كذلك فعلى من يجيدون فهم الدين ممن يتقنون لغة أجنبية أن يتواصلوا عبر كل القنوات المتاحة و خاصة الإنترنت – مع كل معارفهم و أصدقائهم و منتدياتهم الأجنبية لشرح تعاليم الدين السمحة .. لكنى أخشى هنا أن يختلط الحابل بالنابل ، فيتحدث فى الدين من يسئ إليه بأكثر مما أساء له الحاقدون الجاهلون متذرعين بالنوايا الحسنة .

" إنا لننصر رسلنا و الذين آمنوا فى الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد "

( غافر آية 51 )

مصطفى سلام

9 أبريل 2008

No comments:

Post a Comment