صفحات سوداء من تاريخهم
محاكم التفتيش
الزمان : منذ القرن الثانى عشر الميلادى .
المكان : أوروبا .
الأبطال : الكنيسة الكاثوليكية فى روما .
الضحايا : كل من كان على غير الكاثوليكية .. خاصة المسلمون .
بسطت الكنيسة الكاثوكية نفوذها على حكام أوروبا و أمرائها , و كان جزاء كل من تسول له نفسه الخروج على الطاعة الحرمان من الجنة ,و الحرمان من صكوك الغفران التى كانت تلك الكنيسة تعطيها فى مقابل قد يكون الرضوخ أوقدرا من المال !! أو ما إلى ذلك , و قد كانت هذه الصكوك التى تمنحها الكنيسة مفتاح الدخول إلى الجنة !!!! .
و قد استهدفت هذه الكنيسة إبادة كل من كان على غير الكاثوليكية , حتى من المسيحيين أنفسهم , على اعتبار أنهم هراطقة ملحدون . نشرت الكنيسة عيونها يفتشون عن الخصوم , و عهدت بهذا الواجب المقدس إلى الآباء الدومبنبكان .
و فى عهد لويس التاسع – ملك فرنسا – أنشأ البابا جريجوى التاسع ديوانا سمى ديوان التحقيق عام 1123 م , و ُكرس هذا الديوان بأمر بابوى من البابا الأشد تعصبا إنوسنت الرابع عام 1252 , حيث أصبح الاضطهاد جزءا من مهمة كل مدينة و كل دولة .. و تحول هذا الديوان إلى ما يسمى محكمة التفتيش .
و كانت مهمة الرهبان المقدسة هى اكتشاف المخالفين و تقديمهم إلى هذه المحكمة مجندين فى ذلك السلطات المدنية , و كانوا ذوى سلطات غير محدودة , لا يسألون عما يفعلون !!
و قد صدرت القوانين التى تبيح التعذيب و الحرق بالنار , و ليس أدل على ذلك من أنه فى القرن الثالث عشر أصدر فريدريك الثانى قانونا يقضى بإهدار دم الخارجين و مصادرة أملاكهم و إحراقهم , بل و سجن من تاب و عاد إلى اعتناق الدين , و إعدام من عاد ملحدا !!
اكتوت أوربا – باستثناء انجلترا – من هذه المحارق و المجازر , إلا أن حكومتها فى عهد هنرى الرابع و هنرى الخامس قد قمعت الخارجين باستعمال الخازوق و ذلك عام 1400
الملكة المتعصبة إيزابيلا و زوجها Torquemada أما فى إسبانيا , فقد أقنع الراهب الأشد تعصبا – هورتوركويمادا
فرديناند , البابا سكستوس الرابع بإصدار مرسوم بإنشاء محكمة التفتيش فى إسبانيا , فقامت المحكمة فى إشبيلية و غرناطة , ثم فى بقية مدن إسبانيا .
صبت المحكمة جام غضبها و عذابها على المسلمين فى غير رفق , فارتد عن دينه من خار من شدة التعذيب , و قامت هذه المتعصبة – إيزابيلا بإجلاء ألوف المسلمين عامى 1609 و 1610 بعد أن رووا الأرض بدمائهم , و كتبوا أروع الصفحات فى تاريخ التجلد و الإصرار على الإيمان .
أساليب المحكمة فى التنكيل بالخارجين :
الإعدام كان أمل كل من يقف أمام محكمة التفتيش !! فلم يكن الإعدام يجرى على وجه السرعة , و إنما يقومون بحرق المتهمين أحياء , و لا بد أن تكون النار التى تحرق أجسادهم بطيئة لا تأتى على الضحية دفعة واحدة , و قبل هذا الإعدام حرقا كانوا يقومون بكى المتهمين بالنار – و ذلك بناء على أمر من البابا إنوسنت الرابع , و أيضا البابا كليمان الرابع , و كان العرف عند رجال المحكمة أن يتواصل تعذيب المتهم الذى يقر بذنبه و يعترف بخطيئته و يعلن توبته !! و ذلك عسى أن يؤدى ذلك إلى اكتشاف شركائه .
و يختلف المؤرخون فى عدد ضحايا محاكم التفتيش , فيقول المؤرخ لورنتى إن عددهم فى إسبانيا أكثر من واحد و ثلاثين ألف نفس ذهبوا طعاما للنار , هـذا عدا مائتين و تسعين ألفا نالوا عقوبات أقل من الإعدام .. هذا فى إسبانيا وحدها التى كانت قد فتحت فروعا لهذه المحكمة فى مكسيكو و ليما و صقلية و سردينيا و مالطة ..الخ من المستعمرات. و قد حدد بعض المؤرخين عدد الذين أعدموا فى الأراضى الواطئة وحدها بمائة ألف .
و قد لبثت محاكم التفتيش فى العالم الكاثوليكى حتى القرن الثامن عشر , و ظلت قائمة فى إسبانيا حتى القرن التاسع عشر.
أين هذا من سماحة الإسلام ؟ ...
أشهد ألا إله إلا الله , و أن محمدا رسول الله
مصطفى سلام
رمضان 1427 هـ
No comments:
Post a Comment