صفحات بيضاء من تاريخنا
الإسلام دين الحرية الدينية !!
حرية العبادة , حرية الاعتقاد , حرية العبادة .. مبادئ أساسية فى الإسلام , مقررة بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم .. فلا ضغوط و لا اضطهاد و لا إكراه :
قال تعالى :
" لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى "
" و قل الحق من ربكم , فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر "
و قاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم و لا تعتدوا , إن الله لا يحب المعتدين "
أما محمد صلى الله عليه و سلم فقد فاضت أحاديثه بالأمر بالتسامح .. أمر بهذا التسامح و هو فى أوج قوته على رأس أمة فتية قادرة على استخدام السيف لفرض عقيدتها , فلم تكن هذه الدعوة إلى التسامح ناتجة عن ضعف و استكانة , بل إنه صلى الله عليه و سلم صاغها قانونا يقر فيه بحرية العبادة .. لم يزاول الاضطهاد و لم ينشئ محاكم تفتيش .. مجرد أن فرض الجزية فى مقابل الخدمات التى تقدمها الدولة (ضريبة ) .
أمر القرآن الكريم و الرسول الرحيم بالتسامح مع أصحاب الأديان الأخرى , و رغم ذلك اتهم بالاضطهاد و كان أكثر الاتهام موجها إلى الفاروق عمر !! .. رمز العدالة فى الدولة الإسلامية ..
و تدليلا على هذه المقولة أورد أدناه نص الصلح الذى عقده الفاروق مع رسل صفرانيوس اسقف بيت المقدس :
" بسم الله الرحمن الرحيم- هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان : أعطاهم أمانا لأنفسهم و أموالهم و لكنائسهم و صلبانهم و سقيمها و بريئها و سائر ملتها ؟ إنه لا تسكن كنائسهم و لا تهدم و لا ينتقص منها و لا من غيرها و لا من صليبهم و لا من شئ من أموالهم , و لا يكرهون على دينهم و لا يضار أحد منهم و لا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.
و على أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن . و عليهم أن يخرجوا منها الرومو اللصوص , فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه و ماله حتى يبلغوا مأمنهم . و من أقام فهو آمن و عليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية , و من أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم و يخلى بيعهم وصلبهم فإنهم على أنفسهم و على بيعهم و صلبهم آمنون حتى يبلغوا مأمنهم . و من كان بها من أهل الأرض : فمن شاء منهم قعد , وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية , و من شاء سار مع الروم , و من شاء رجع إلى أهله, و إنه لا يؤخذ منهم شئ حتى يحصد حصادهم , و على متا فى هذا الكتاب عهد الله و ذمة رسوله و ذمة الخلفاء و ذمة المؤمنين إذا أعطوا الذى عليهم من الجزية .
{وقع عليه عمر و شهد عليه خالد بن الوليد و عمرو بن العاص و عبد الرحمن بن عوف و معاوية بن أبى سفيان }
و مثلما فعل عمر مع أهل إيلياء ( بيت المقدس) , فعل مع قبط مصر : أقرهم على دينهم و أمنهم على أموالهم و أنفسهم و عقائدهم , فلا يضار أحد بسبب دينه ومن شاء منهم أن يرحل مع الروم فليرحل آمنا , ومن شاء من الروم و الأجانب أن يقيم , فهم آمنون متى دفعوا الجزية لقاء ما كانوا يحظون به من خدمات الدولة .
( رضيت بالله ربا , و بالإسلام دينا , و بالقرآن كتاب , و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا )
مصطفى سلام
رمضان 1427
No comments:
Post a Comment