كانت أيام
كانت أيام .. لقد كنا نتجمع شلة من الأصدقاء .. نسير سويا على كورنيش جميل نظيف قليل الزحام نتأمل النهر , أو نتغزل فيه , أو يتلو علينا منا واحد شيئا مما يحفظ من مآثر الشعر عن النيل .. أو كنا نناقش نظرية أو فكرة فلسفية , أو يستعرض أحدنا كتابا كان قد قرأه ... فإن لم يكن شئ من ذلك قص علينا أخفنا ظلا ما وصل إليه من رقيق النكت و ظريف الملح و طريف الحكايات .
و لقد كان لنا أساتذة أجلاء لا يتوانون عن مساعدتنا – لوجه الله – فى إصلاح قصيدة أنشأها أحدنا أو قصة كتبها كاتب منا ( يحضرنى فى هذا المجال أنى تناقشت مع مدرس حديث بإحدى المدارس الثانوية فإذا به يفاجئنى بقوله : أنا أستحرم أعطى معلومة ببلاش " أى فى الفصل !!! "
أذكر أنى حضرت ندوة فى منزل أستاذى السابق (فى المرحلة الثانوية ) فى الفلسفة.. طبعا جلست مجرد مستمع – أستمع إلى مناقشاته مع زملائه فى أمور المسرح .. و كان الموضوع : مسرح الفرنسى مولييرMolière – و إذا بأستاذى – أكرمه الله – يسألنى :
" تفتكر من فى الفكر العربى يعادل موليير ؟ " .. طبعا لم أحر جوابا .. فلحقنى بالإجابة " إنه نجيب الريحانى " .
فى تلك اللحظة بدأ اهتمامى بالأدب الفرنسى .. و قد كنت فى ذلك الحين فى بداية دراستى للفلسفة بجامعة القاهرة – فلما أبديت له تلك الرغبة , أعارنى كتابا ( فلسفيا ) لفولتيرVoltaire أذكر أنه oeuvres philosophiques أعمال فلسفية) و سهرت الليالى بين هذا الكتاب و بين القاموس الذى كان الرفيق الأعظم فى فك غموض الكلمات
و ذهبت إلى المنتدى بعد أسبوعين , و ناقشنى الأستاذ و زملاؤه فيما قرأته من هذا الكتاب .. و الحق لقد كانوا رفقاء بى .
لقد كانت أياااااااااااااااااام !!!
مصطفى درويش سلام
No comments:
Post a Comment