زهقــــــــــــــــــان
أنا رجل عندى : 1 – دم !! 2 – ضغط دم !!
ما مناسبة هذا الكلام ؟
منذ يومين تقريبا شاهدت برنامجا فى إحدى القنوات الفضائية عن المصائب الزراعية التى ارتكبت فى عهد وزير الزراعة الأسبق يوسف والى .. لقد روعتنى كثرة الجرائم التى ارتكبت فى عهده من مسئوليته عن استيراد المبيدات المسرطنة , إلى تسميم الأرض الزراعية .. إلى فتح الباب على مصراعيه أمام العربدة الإسرائيلية تحت زعم التطبيع و نقل الخبرة الزراعية الإسرائيلية (!) إلى ( الخبراء ) المصريين .. ثم تساءل المتحاورون عن السر فى عدم تقديمه إلى المحاكمة و عمن يقف وراء ذلك علما بأن القاضى الذى حاكم يوسف عبد الرحمن – مستشار الوزير الأسبق – قد طالب النيابة العامة بإقامة الدعوى عليه ( على يوسف والى ) .. و لكن لا حياة لمن تنادى .
و لأنى رجل عندى دم :
فقد تمنيت القصاص من يوسف والى قصاصا عادلا يعيد الثقة المفقودة بين الأعلى و الأدنى فى مصر .
ثم شاهدت بالأمس برنامجين فى قناتين :
المآسى و الفواجع التى عانى منها
– لا أقول الضحايا فى حادث العبارة السلام – و إنما التى عانى منها أهل هؤلاء الضحايا الذين هرعوا و الأسى يملأ قلوبهم و الدموع تملأ مآقيهم للبحث عن بارقة أمل .. ضاعت بارقة الأمل حين ووجهوا بما ووجهوا به من استهتار و لا مبالاة , بل بالضرب و الإهانة .. و قيل بإطلاق الرصاص عليهم من قبل الشرطة ( أقل من هذا حدث فى بيروت فاستقال وزير الداخلية ) .
و لأنى رجل عندى دم :
فقد تمنيت القصاص من .... من مين و الا مين و الا مين و الا مين ...!!!
أما فى القناة الأخرى فقد كان عن موضوع لا يمكن التغاضى عنه : إنه التعذيب بالنيابة !! – ليس بالنيابة العامة بل بالنيابة عن السيدة أمريكا !!! أرجوكم لا تنخرطوا فى البكاء , و لا تنفجروا من الغيظ .... فقد أذاعت منظمة العدل الدولية أن بعضا من المتهمين العرب و المسلمين فى أمريكا .. لم تستطع السلطات الأمريكية أن تنتزع منهم الإعترافات المطلوبة فاتفقت مع حكوماتهم – و من بينها مصر (دمعة حزن) – على أن يتسلموا من أمريكا هؤلاء المتهمين ليستخدموا معهم أقذر وسائل التعذيب لينتزعوا منهم الاعترافات المطلوبة ثم يعيدوهم إلى أمريكا مصحوبين باعترافاتهم .. لماذا ؟ لأن القانون الأمريكى يجرم التعذيب !!! و لأنه لا يعترف بأية اعترافات أخذت تحت ضغط التعذيب !! .. و قد قامت مصر بهذه المهمة خير قيام باعتبارها أستاذة التعذيب فى العالم و لها خبرة أكثر من خمسين سنة فى هذا المجال !!
المثير للحنق أن أحد المصريين الذين عانوا من تلك المشكلة .. قد ثبتت براءته ( فى أمريكا ) !!!
و الأكثر إثارة للنكد أن بعضا من الذين برئوا فى أمريكا حاكمتهم دولهم على نفس التهم و حكمت عليه بالسجن !!!
أما ما يحرق الدم فهو أن المبرئين ( فى أمريكا ) قد طلبوا عدم العودة إلى بلادهم .. فجوانتنامو أرحم بهم !!!
و لأنى رجل عندى دم : فقد تمنيت القصاص .. من ... من ... من مين .......... تقدر تقوللى من مين ؟
أما لأنى رجل عندى ضغط دم مرتفع ,
فإنى أتناول بانتظام أدوية للضغط تحافظ عليه فى معدله العادى تقريبا ... و لأنى زهقت من إحساسى بالمهانة و قلة القيمة لكل ما سبق ذكره - فقد قررت ما يلى :
1- الامتناع عن تناول أدوية للضغط .
2- تناول كيلوجرام من الطرشى البلدى مع كل وجبة ( لرفع الضغط إلى السما )
و سيكون من نتيجة ذلك موتى المحقق حيث أذهب إلى بارئي فأشكو له هوان مصر على المصريين ... بس المشكلة اللى مؤرقانى : مين اللى حيبلغكم بموتى علشان تيجوا تمشوا فى جنازتى ؟!!
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment