سيدتى :
بعد أن استمعت بالاستماع إلى سيمفونية بيتهوفن التاسعة المسماة بالكورالية ( و أنا شخصيا فى الفن : أعشق و أذوب حين أستمع لثلاث : أم كلثوم , و بعدها بخطوات عبد الوهاب , و معهما بيتوفن ألذى أعشق كل أعماله – خاصة سيمفونيته التاسعة التى أتمنى أن أكتب عنها قريبا مقالة تبين معانيها و مراميها ) .. أقول لك يا سيدتى : و أنا ثمل بعد استماعى إلى هذه السيمفونية اطلعت على تعقيبك على مقالتى عن ابراهيم ناجى .
الحقيقة كما ذكرت أن هذا الشاعر- لأنه قد أتى فى فترة مخاض تنبئ عن مولد لون جديد من الشعر , فإنه قد عانى من مرارة النقد : سواء بسبب لون الشعر الذى ابتدعه و زملاؤه فى جماعة أبوللو أو بالنسبة لموضوعاته .
و بالنسبة لرومانسيته , فلا خلاف عليها فهو شاعر الإحساس حقيقة .. أما موضوعاته .. فقد كثر فيها شعر الإخوانيات , و المدح و الرثاء و حفلات التكريم .. مما دعا طه حسين إلى وصف شعره بأنه شعر صالونات .. و لكن طه حسين نفسه عاد و مدحه فقال : " إنه موفق فى المعانى و الألفاظ و فيما اتخذ من الأساليب , معانيه جديدة تصل إلى حد الروعة " .. و قال عنه أيضا :" شاعر مجيد تألفه النفس و يصبو إليه القلب , و يأنس إليه قارئه أحيانا , و يطرب له سامعه دائما " .
و قالت عنه أم كلثوم : " و قد رأيته حين كان يزور نقابة الموسيقيين , و كان يبدو يائسا محطما, تحس أنه يطوى صدره على قصة حب بلا أمل .. كنت أحس فيه رقة المشاعرالتى لا بد أن تؤتى ثمارا فنية طيبة , سواء شعرية أو موسيقية .... و لعل الذى يميز ناجى صدق أحساسه , فإن صدق الإحساس هو شرط النجاح فى أى عمل فنى "
و قد غننت له أم كلثوم , و غنى له عبد الوهاب .
غنى له عبد الوهاب قصيدة رائعة هى : القيثارة التى اختار عبد الوهاب أبياتها من قصيدة " الخريف " :
أى سر فيك , إنى لست أدرى .. كل ما فيك , من الأسرار يغرى
خطر ينســاب من مفـــتر ثغر .. فتنة تعصــف من لفـــــــتة نحر
قدر ينسج من خصـــــلة شعر .. زورق يســـــبح فى موجة عطر
فى عباب غامض التيار يجرى .. واصلا ما بين عينيك و عمرى
يا لها من روعة إحساس شاعر , و لله در عبد الوهاب إذ لحنها و غناها !!!!
أما أم كلثوم فقد غنت له – على ما أذكر – قصيدتين :
1- مصر : " أجل إن ذا يوم لمن يفتدى مصرا .. فمصر هى المحراب و الجنة الكبرى
2- الأطلال : و هى مزج عبقرى قامت به كوكب الشرق من قصيدتين لناجى :
أولاهما : قصيدة الأطلال : فاختارت منها 22 بيتا ( و غيرت و بدلت فى ترتيبها )
ثانيتهما : قصيدة الوداع : حيث اختارت منها سبعة أبيات ( تبدأ بـ هل رأى الحب سكارى .. و تنتهى بـ
و إذا الدنيا كما نعرفها )
رحم الله ابراهيم ناجى و شكرا لك سيدتى ليلة عشق .
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment