حدود الله
قام وفد من كبار العلماء فى أوربا – فرنسا و انجلترا و إيطاليا – و كان وفدا رفيع المستوى - بزيارة إلى المملكة العربية السعودية و ذلك للحديث فى موضوع حقوق الإنسان فى الإسلام . و تكون وفد عربى لمواجهة هذا الوفد الأوربى من وزير العدل السعودى فى ذلك الحين و مستشار الملك (معروف الدواليبى – وكان رئيسا سابقا للوزراء فى سوريا ) ، ومن سوريا أيضا كان محمد بن مبارك ، و بعض العلماء السعوديين .
و بعد الحديث ، انبهر الوفد الأوربى مما وصل إليه الإسلام من حقوق للإنسان لم تصل إليه أوربا .. و تعددت الجلسات ، و فى نهايتها سأل الوفد الأوربى : و ماذا عن قطع يد السارق ؟
و أجاب معروف الدواليبى : إنك تستطيع أن تسير بسيارة محملة بالذهب فى صحرائنا ألف كيلومتر شمالا ، و ألف كيلومتر جنوبا ، و مثلها شرقا ، و مثلها غربا .. لا يتعرض إليها أحد بالسرقة ، علما بأنه لا شرطة هناك و لا حرس و لا شئ من هذا القبيل ، لماذا ؟ لأننا نطبق الشريعة الإسلامية بما فيها ما يتعلق بقطع يد السارق ، لكن انظر الآن إلى بلد مثل نيويورك التى يقال عنها أنها وصلت إلى قمة الحضارة : كم فيها من القتلى فى ساعة واحدة من أجل السرقة ، كم فى اليوم ؟ قتلى و جرحى و قطع أكباد و قطع أمعاء بالسكاكين ، و ضرب نار ..الخ كل ذلك من أجل السرقة !!
ثم إننا فى السعودية : كم قطعنا من يد فى مدة عشرين سنة ؟ عددا يعد على أصابع اليد الواحدة !!
أجمع الوفد على أن هذا أحكم نظام فيما يتعلق بمنع السرقة ، و قالوا : لو طبقناه عندنا لكان الأمن على أحسن حال .
سؤال : متى يقتنع أولو الأمر فينا بتطبيق الشريعة الإسلامية ؟
---------------------------
المصدر : فتاوى الإمام عبد الحليم محمود – الجزء الأول – دار المعارف
مصطفى سلام
10 سبتمبر 2006
No comments:
Post a Comment