اللذة و الألم
الألم أقوى كثيرا من اللذة ، و الحزن أشد تأثيرا من الفرح ، و التعاسة أعظم أثرا على النفس من السعادة . و الدليل على ذلك أن الصراخ الناتج عن الألم أو الحزن أعلى كثيرا من الضحك الناتج عن البهجة و السعادة .
و لما كان ذلك كذلك ، فإن الإنسان يحتمل بسهولة و يسر (حمل ) السعادة ، و (ثقل ) اللذة ، مهما كان الحمل و مهما كان الثقل ، و لكنه لا يستطيع تحمل (حمل ) الألم ، و لا ( ثقل الحزن ) ، فعبؤهما ثقيل – عادة – و فوق الاحتمال ، و لأن الإنسان ينفر دائما من هذا العبء ، فإنه يبحث دائما عمن يحمله معه ، فيشكو – نثرا و شعرا و فنا – لعل ذلك يوزع حزنه و ألمه على أكبر عدد من الناس .
و إذا رجعنا إلى شعرنا العربى ، سنجد هذا أكثر وضوحا : إذا أحب الشاعر : تحدث عن الهجر و الفراق و آلامهما ، فإن واصلته الحبيبة ، فقليلا ما يحدثنا عن سعادته بذلك ، و لذلك فإن من أبدع ميادين الشعر : ميادين البكاء و الرثاء .
و الأستاذة النبيلة لميس الإمام : خير مثال لذلك ، فهى تشركنا معها فى آلامها .. و لكنى أتمنى – عاجلا جدا – أن نشاركها سعادتها و بهجتها.
كل التقدير،،،
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment