هذه هى الضاد
ما هى اللغة ؟ .. أول من قام بتعريف اللغة هو ابن جنى فى كتابه الخصائص فقال : " إن حدها (معناها) فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ."
و تفصيلا لهذا المعنى : قاللغة نظام صوتى يمتلك سياقا إجتماعيا و ثقافيا له دلالاته و رموزه و هو قابل للنمو و التطورو يخضع فى ذلك للظروف التاريخية و الحضارية التى يمر بها المجتمع .
و قد أشاد باللغة العربية أعداؤها قبل أصدقائها و محبيها. فقال إرنست رينان (مستشرق فرنسى متعصب ضد العقلية السامية ) : " إنها قد فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها و رقة معانيها و حسن نظامها , ظهرت كاملة من غير تدرج " (تاريخ اللغات السامية ).
و شهد لها المطران يوسف داوود الموصلى بأنها أقرب سائر لغات الدنيا إلى قواعد المنطق , عباراتها سلسة طبيعية .
أما المستشرق لوي ماسينيون فقد بين أن العربية تفضل العبرية و السريانية لقدرتها على الجمع بين خصائص اللغات السامية و المميزات الخاصة التى تتمثل فى سعة مدارجها الصوتية من أقصى الحلق إلى ما بعد الشفتين , مما أدى إلى انسجام صوتى مع توازن و ثبات بالإضافة إلى الرابطة القوية بين ألفاظها , و لكل صوت من اللغة العربية صفة و مخرج و إيحاء و دلالة و معنى داخلى و إشعاع و صدى و إيقاع .
و من خصائص اللغة العربية :
1- اتساع معجمها : فللمعنى الواحد ألفاظ متعددة و ذلك تيسيرا للتفاهم , و لكى يجد المتكلم سهولة فى التعبير إن غاب عنه لفظ أتى بمرادفه . و الترادف هو ما اتفق معناه و اختلف لفظه و قد ساعد هذا الاتساع المعجمى (واصلا بن عطاء ) الذى كان ألثغا لا يستطيع نطق الراء على أن يخطب خطبة عصماء طويلة لم يستخدم فيها حرف الراء أبدا و استبدل به مرادفاته .. هذا إلى جوار النأى عن استخدام اللفظ الواحد مرتين , بل يمكن استخدام اللفظ , و إذا دعت الحاجة إلى تكراره , ذكر مرادفه .
و ينفى البعض فكرة الترادف , و يقولون إن هناك فروقا فى المعنى بين الألفاظ المقال عنها مترادفة.
2- يذكر العقاد أن اللغة العربية قد انفردت بفن من النظم الشعرى .. بل إن اللغات السامية الأخرى أخذت من العربية كلمة (الشعر) , فاستعارت الأكادية القديمة من العربية هذه الكلمة و سـمته " شيرو" , و العبرية سمته " شير " و الآرامية سمته "شور".
3- هى لغة مجاز : فلو أنك وصفت شخصا بأنه ( أسد ) لفهمنا على الفور أنه ( شجاع ) . و المجاز هو خاصية هامة من خصائص الشعر.
4- المشاركة فى لفظ : فقد يشترك أكثر من معنى فى لفظ واحد , مثل عين التى هى عضو الإبصار, و تلك التى يجرى منها الماء , و العين من الناس أى أعلاهم قيمة .
5- التضاد : أى أن يطلق اللفظ على معنيين متضادين , مثل (المولى و هى تعنى السيد و العبد ).
6- الاشتقاق : و هو توسعة على المتعاملين باللغة .
7- التعريب و التوليد : فالمعرّب لفظ استعاره العرب من لغة أخرى , و المولــّد : لفظ استخدم حديثا فى غير المعنى الذى وضع له أصلا مثل : الجريدة , السيارة ..الخ
8- النحت : ابتكار كلمة جديدة مؤلفة من كلمتين أو أكثر مثل ( البسملة ) المنحوتة من (بسم الله الرحمن الرحيم )
9- محاكاة أصوات الطبيعة : فكلمة زئير هى محاكاة لصوت الأسد .
----------------------------
مراجع :
1- فن التحرير : د. محمد الشنطى
2- جواهر الأدب : السيد أحمد الهاشمى
3- محرر لوزارة المعارف السعودية
مصطفى سلام
3 نوفمبر 2006
No comments:
Post a Comment