أدب الحوار
شاهدت منذ يومين على إحدى الفضائيات العربية برنامجا حواريا يقدمه صحفى و تليفزيونى مصرى لامع ، استضاف فيه فضيلة
الدكتور مفتى الديار المصرية ، ثم شاهدت فى اليوم التالى على قناة أخرى برنامجا حواريا آخر على فضائية عربية أخرى ..
و قد قدم المحاور المصرى فى برنامجه درسا بليغا فى كيفية استفزار الضيف و الاستهتار به و التهكم على فتاويه – و فضيلة المفتى يحارب يقاتل من أجل أن يتيح له المحاور المصرى الفرصة للدفاع عن نفسه و يبرر فتاويه ، و بالكاد استطاع فضيلته أن يقتنص قليلا من الوقت ليفعل ذلك .. و كان فى كل ما قاله نموذجا للعالم الفقيه المتمكن الصبور على استخفاف المحاور لدمه و تهكماته ثقيلة الظل .
أما فى البرنامج الآخر – و كان الضيف مفكرا كويتيا – فقد قدم المحاورالعربى درسا بليغا فى أصول الحديث و آداب المحاورة ، احترام بالغ للضيف ، الفرصة كلها متاحة أمامه لعرض وجهة نظرة حتى و لو اختلفت مع وجهة نظر المحاور ..
حينذاك أدركت لماذا يتقدم الإعلام العربى و يتخلف الإعلام المصرى .
لطالما نادى المنادون بالحد من استيلاء المحاور على مساحة البرنامج و ترك الفرصة للضيف الذى جيء به ليجلس - مستعما مثلنا - إلى سخافات المذيعين و المذيعات .. لكن ذهبت النداءات أدراج الرياح .
مصطفى درويش سلام
No comments:
Post a Comment