الإسلام دين السماحة
حين فتح الله الأندلس للمسلمين ، وجد السيحيون فى تلك البلاد لونا جديدا من المعاملة لم يألفوها
من قبل ، فلقد أعفى المسلمون من الجزية غير القادرين ، و أسندوا جمعها إلى موظفـــــــين من
، النصارى ، و لقد وجد اليهود و النصارى و العبيد الأندلسيون من المسلمين تسامحا استمتعوا
من خلاله بحرية لم يعهدوها من قبل
(أما اليهود فقد كانوا من قبل يرزحون من ظلم الحكام القوط (حكام الأندلس قبل الفتح
الإسلامى
و استمر هذا العنت فترة طويلة إلى أن جاء المسلمون فحرروهم من هذا الاضطهاد ، و سمحوا
لهم بحرية التجارة التى لم يكن مسموحا لهم أن يمارسوها ، كما أتاحوا لهم حرية الملكية
الخاصة ، و لقد
اشتهر منهم العديد فى ميادين العلم و الأدب
أما النصارى ،الذين كانوا يعانون من اضطهاد المذهب الكاثوليكى لهم ، حتى أنه كان يتعين
على الملوك أن يقسموا بأنهم لا يسمحون بقيام أى مذهب يخالف المذهب الكاثوليكى و قد حرم
على أى شخص أن يشك فى الكنيسة الكاثوليكية
نال النصارى بعد الفتح الإسلامى من الحرية أكثر مما كانوا يتمنونه : فأقاموا الشعائر و بنوا
الأديرة ،و عملوا فى المناصب العالية فى قصور الملوك و فى الجيش
و إليكم حادثة يدل دلالة قاطعة على مدى تسامح الإسلام تجاه العقائد الأخرى : فلقد قام القسس
و الرهبان بتهييج بعض السيحيين على الإسلام و المسلمين ، فقاموا بالطعن على الإسلام و
المسلمين و قدحوا فى الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، و لقد واجه المسلمون هذا الهوس
بالحسنى معتبرين هؤلاء الغوغاء من المجانين الذين لا يراعون حرمة الإسلام كما يراعى
المسلمون حرمة
المسيحية
أما العبيد - أو رقيق الأرض - فنتيجة للمعاملة الإسلامية الحسنة ، فقد اعتنق الكثير منهم
الإسلام و استمتعوا فى حياتهم بحقوق كانت محظورة عليهم ، و قاموا بزراعة الأرض
لحسابهم و أدوا عنها
(الخراج ( الضريبة
:قالوا
البطريرك : عيشويابه 1258 :
إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم ليسوا أعداء للنصرانية ، بل يمتدحون
ملتنا و يوقرون قديسينا و قسسنا و يمدون يد المعونة إلى كنائسنا و ديننا
ميشو : لما استولى عمر على مدينة أورشليم (القدس) لم يفعل بالمسيحيين ضررا قط ، و لكن
لما استولى المسيحيون على المدينة قتلوا المسلمين و لم يشفقوا
ميشون : معاملة المسلمين للمسيحيين تدل على ترفع فى المعاشرة و حسن مسايرة و لطف و
مجاملة ، و هو إحساس لم يشاهد فى غير المسلمين
السير توماس أرنولد : لقد عامل المسلمون الظافرون المسيحيين بتسامح عظيم ، .... و
نستطيع أن نقول بكل صدق أن القبائل المسيحية التى اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار و
إرادة حرة
و أقوالهم فى هذا المضمار كثيرة .. فهل ترى أعظم من هذا دينا ؟ هل ترى أعظم من هذا
تسامحا ؟
"و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "
صدق الله العظيم
للمزيد من القراءة :
سماحة الاسلام - د. أحمد محمد الحوفى
محمد رسول الله - الشرقاوى
انتشار الإسلام - توماس أرنولد
الإسلام - الكونت دى كاسترى
دولة الإسلام فى الأندلس - محمد عبد الله عنان
No comments:
Post a Comment