(8)
إلى مكة !!
          النور يضئ الجزيرة العربية !!  .. محمد صلى الله عليه – بنصر من الله يستعد للعودة إلى  أصل الديار .. إلى أحب البقاع إلى قلبه .. إلى مكة .. ثمانية أعوام و الزهراء تتحرق شوقا إلى الأوبة .. تجلس مع الفارس المغوار على بن أبى طالب يتسامران حول مراتع الطفولة التى كانت و ذكريات الصبا الذى كان ..
          كيف مكة الآن يا ترى ؟ .. كيف بيتنا الذى كان لنا , الأحباب ؟ .. مثوى خديجة !!
خرجت الزهراء مع الجيش العرمرم ميمما وجهه شطر مقر البيت الحرام , قائده السراج المنير و النبى الخاتم , قائده أبوها , و من أعظم جنوده زوجها !! ..
و تمر أطياف أخواتها : أم كلثوم , رقية , و زينب .. لقد جئن إلى المدينة و لم يخرجن معها , فهن ثاويات الآن فى ثراها .. نفس الثرى الذى يضم جدهن عبد الله !! .
          القائد (ص) يعسكر فى " مر الظهران فى انتظار المعركة الكبرى ... و لكن !! .. قريش عن طريق أبى سفيان – الذى سارع إلى الرسول ليعلن إسلامه ... و يتفرق الناس : إما إلى دورهم أو إلى المسجد الحرام أو إلى بيت أبى سفيان ...
          محمد – أعظم الرجال – يدخل مكة مطأطئ الرأس شكرا لله العظيم .. دخل الجيش و الفارس المغوار زوج الزهراء يحمل الراية .. الرسول يهبط قريبا من مثوى سيدة النساء خديجة, تصحبه الزهراء  ...
سجد المصطفى شاكرا لله .. الجبال تتصدع خشية و رهبة و الجموع – عشرة آلاف -  تكبر  :
الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله وحده , نصر عبده , و أعز جنده , و هزم الأحزاب وحده , لا إله إلا الله و الله أكبر" ...
          طاف الرسول حول البيت سبعا ثم وقف على باب الكعبة يخطب فى الناس :
" يا معشر قريش : ما ترون أنى فاعل بكم ؟ " .. قالوا : " خيرا , أخ كريم و ابن أخ كريم " ..
قال : " اذهبوا فأنتم الطلقاء "
صدق من سماك " الرءوف الرحيم " يا رسول الله ,,,
                                                                                        مصطفى سلام 
رمضان 1327 هـ
No comments:
Post a Comment