الحبيبة بنت الحبيب
(3)
معاناة
وجدت الصغيرة من العناء الكثير من جراء دعوة أبيها ، فها هى تشارك قومها الحصار فى شعب أبى طالب ، حيث كابدت الجوع و العطش سنين ، و لم يكد ينفك الحصار و تعود إلى مكة حتى ابتليت بموت أمها على مشهد منها ، و بعد هذه الخطوب رُزئت بهجرة أبيها دونها إلى المدينة ، ثم هاجر ابن عمها على بعد هجرة أبيها بثلاثة أيام .. و بقيت وحدها مع أختها أم كلثوم .
و قد أرسل المصطفى بعد حين من يأتى بهما ، فما كان من المشركين إلا أن أرسلوا خلفهما من يؤذيهما ، و كان ( الحويرث بن نقيذ ) الذى كان يؤذى من قبل أباهما ، فلحق بهما و نخس بعيرهما فألقى بهما على الأرض ، فما كان منهما إلا أن أكملا الرحلة إلى بثرب سيرا على الأقدام .. و قد أحل النبى دم الحويرث الذى قتله على بن أبى طالب بعد فتح مكة .
ولقد سرّت الزهراء حين آخى النبى بين المهاجرين و الأنصار و أمسك بيد على بن أبى طالب و قال " هذا أخى ".
وفى عامها الثامن عشر كانت المصاهرة بين سيد الخلق و بين على بن أبى طالب .
جلس علىٌ على استحياء قريبا من رسول الله الذى قال له :
- ماحاجة ابن أبى طالب ؟
فرد عليه بصوت حيى منخفض غاضا بصره :
- ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم .
فقال الرسول (ص) : مرحبا بك و أهلا .
و لم يكن على يملك ما يؤهله للزواج . فقال له رسول الله (ص) : ألم أعطك درعا كنتَ قد غنمته ؟ .. فأعطِها إياها ... فباعها على لعثمان بن عفان بأربعمائة و سبعين درهما .. كان منها جهاز العروس .
و فى تلك الليلة زار النبى العروسين حيث طلب ماء فقرأ عليه شيئا من القرآن و أمر العروسين أن يشربا منه ثم توضأ بالباقى و نثره على رأسيهما و دعا لهما : " اللهم بارك فيهما ، و بارك عليهما ، و بارك لهما فى نسلهما " .
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة ,,,
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment