رد على قلب مصر فى المنتدى
"ما ينقصنا الآن أن نتوحد على فكرة ونتبناها وتصبح هي هدفنا المشترك وليس أهدافا فردية متناثرة "
بارك الله فيك يا سيدتى .. إن ما قد تفضلت بذكره عاليه – من وجهة نظرى المتواضعة – يمثل لب المشاكل التى تؤرق الحياة فى مصر ....
ففى ذلك الزمان ، و رغم الاحتلال ، إلا أن الحياة السياسية كانت فى قمة رقيها رغم كل ما أريد أن يترسخ فى أذهان الأجيال التالية لسنة 1952 من فساد و اختلال للحياة السياسية ..
و عقيدتى أن ازدهار الحياة السياسية هو الأساس المتين للحركة الاجتماعية فى كافة مناحيها ، لقد كان للأحزاب فكر و استراتيجيات ، و كانت مساحة الحرية – السياسية و الاجتماعية – واسعة للغاية ، و فى إطار هذا الحراك السياسى ، ظهرت القيادات الفكرية و الفلسفية التى بسطت المشاكل ، و نظرت فى الحلول ، و جمعّت المصريين – فى جمعيات أهلية و حكومية - على قضايا معينة كانت مصر تعانى منها فى ذلك الحين .
أضرب مثلا : فى مجال التعليم : كانت الصرخة التى أطلقها الدكتور طه حسين " التعليم كالماء و الهواء حق لكل مواطن " ، و سرعان ما أصبحت هذه الصرخة هدفا اجتمع عليه أبناء المجتمع .
و بمناسبة الحديث عن طه حسين فقد قامت حكومة اسماعيل صدقى بفصله من الجامعة و تعيينه مفتشا بوزارة المعارف – التربية و التعليم حاليا – لموقفه منها ، فما كان من مدير الجامعة آنذاك أحمد لطفى السيد – نهاية العشرينيات أو بداية الثلاثينيات – إلا أن استقال من منصبه احتجاجا على تدخل الحكومة فى شئون الجامعة ، فهب المجتمع كله – أفراده و جماعاته – للدفاع عن حرية الفكر ، مما اضطر الحكومة إلى التراجع و عاد طه حسين و عاد لطفى السيد .(فى هذا ما يؤكد ديناميكية المجتمع و وعيه )
من هذه الواقعة – التى يبدو أنها خارجة عن سياق الموضوع – أود أن أدلل على أن الحرية أيضا أساس من أسس العمل الوطنى – و أيضا دعامة من دعامات الفكر .
و لقد مرت بمصر منذ أكثر من خمسين سنة أحداث قضت على حرية الفكر و حرية الحركة الوطنية و قامت الدولة بتأميم كل شئ : الفكر و العمل و الوطنية مما أزهد المصريين فى العمل التطوعى .
و أعتقد أيضا أن النشاط التطوعى قد بدأ ينمو فى الفترة الأخيرة ، معظمه على يد جماعات دينية معتدلة – أذكر ذلك بعد أن شاهدت و استمعت إلى جهود السيدة الفاضلة ياسمين الخيام التى كانت ضيفة على برنامج العاشرة مساء و عرضت فيها بعض جهود جمعية مسجد الحصرى بمدينة 6 أكتوبر .
شاكر لك - سيدتى – سعة صدرك وصبرك على إطالتى الحديث .
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment