مستر بدوى
قمت بزيارة إلى مدينة طنطا – إذ أن لى فيها نسبا و صهرا – تلك المدينة العريقة التى تزخر بكل طارف و تليد ... فإذا بى أحس بالغربة و الغرابة !!!
لقد اكتظت المدينة – كغيرها من مدن مصر – بساكنيها , و توسعت مبانيها الحديثة فى كل اتجاه , لكن الأمر الذى جعلنى أحس بالغربة - فى مدينة أخرجت للدنيا العديد من العلماء فى كافة المناحى – أن الناس فيها – كما يبدو فى أسماء لافتات المحلات التجارية الحديثة – قد لووا رؤوسهم عن اللغة العربية و صدوا ألسنتهم عنها صدودا !!
نادر وشاذ ذلك المحل أو المعرض الذى تواضع و وضع على رأسه اسما عربيا , بل كلها أسماء غربية فاقعة الغرابة !! أظن أن معظم أصحابها لا يدركون لها معنى و أن الأغلبية الغالبة من روادها لا يعرفون كيف ينطقونها .
الغرابة الغريبة أنك لا تجد منها اسما يدل على معنى أو يشير إلى مسمى له قيمة .
يا أهل طنطا , بل يا أيها المصريون : كفاكم استهزاء بلغتكم التى هى المقوّم الأول الذى تقوم عليه قوميتنا و تماسكنا الوطنى .. كفاكم استغراقا فى التغريب و احساسا بالنقص أمام لغات احترمها أهلها احتراما تستأهل لغتنا الجميلة أضعافه .
حين أزور طنطا المرة الفادمة , و حين أذهب للصلاة فى مسجد السيد البدوى , لن أستغرب لو وجدت هامته مرصعة بلافتة مدون عليها :
مسجد مستر ِبدُ وين
"السيد البدوى سابقا "
مصطفى درويش سلام
No comments:
Post a Comment