و ما ذرفت عيناك إلا لتضربى .. بسهميك فى أعشار قلب مقَـَتـّّّل
(البيت الثانى و العشرون من معلقة امرئ القيس )
معنى الألفاظ :
ذرفت = صبت و سكبت .
أعشار = أنصبة مما تضرب عليها السهام .
قلب مقتل = مذلل
--------------------
المعنى الإجمالى للبيت :
لقد بكيت و سكبت الدمع لتجرحى قلبا معشرا – أى مكسرا و تجعليه مقطعا مخرقا .
المعنى تفصيلا :
كان العرب حين يختلفون على شئ يستهمون عليه – أى يرمون السهام على هذا الشئ ، فإن أصابته فعلوه و إن لم تصبه انصرفوا عنه .
و بالنسبة للجزور – الجمل – فإنهم كانوا يقسمونه – بعد ذبحة – إلى عشرة أجزاء ، و يلقى كل عربى بسهمه فحيثما أصاب السهم كان النصيب . و كان للسهام أسماء :
الفذ : و له نصيب واحد .
التوأم : و له نصيبان .
الرقيب : و له ثلاثة أنصباء .
الحلس : و له أربعة .
النافس : و له خمسة .
المسبل : و له ستة .
المعلى : و له سبعة .
و هنا يقول امرؤ القيس : " بسهميك " قاصدا المعلى (سبعة أنصباء) + الرقيب ( ثلاثة أنصباء ) = 10 أنصباء .. أى أنها ذهبت بقلبه كله ،
و يقول الاصمعى : معناه : حبط دخل فى قلبى كما يقدح القادح (رامى السهم أو ضارب القدح) فى الأعشار .
و يقول أبو العباس أحمد بن يحيى : معنى البيت أنها غلبته على قلبه و فتنته فملكته .
و لعل من استبدل ( لتقدحى ) بـ ( لتضربى ) قد استقى الكلمة من (يقدح ) أى يضرب الأقداح بدلا من السهام .
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment