(12)
       الرحيل
        لم تعد الزهراء تطالب بشئ بعدها , لكنها كانت دائما مستسلمة للحزن المقيم , الحزن فى القلب و الهم فى الصدر والدمع فى العين ... لم يعد لها من أمل إلا أن ترحل للقاء أبيها تحقيقا للبشرى التى كان صلى الله عليه و سلم قد بشرها بها أنها ستكون أول من يلحق به من قومه  ...
        الزمن : يوم الاثنين الثانى من رمضان سنة 11 هـ .
        الأحداث : عانقت بنيها عناق مودع ... 
                                استدعت (أم رافع مولاة أبيها صلى الله عليه و سلم ) و طلبت منها ماء للغسل .
                                اغتسلت كأحسن ما يكون الغسل , ثم ارتدت ثيابا جديدة .
                                قالت لأم رافع : " اجعلى فراشى فى وسط البيت ".
                                اضطجعت على الفراش , استقبلت القبلة ...
                                أغمضت عينيها .. ثم .. ثم ...
                                و قام على فحملها – باكيا – و دفنها بالبقيع ..
                                ودعها .. ثم عاد محزونا إلى بيته الموحش يضم صغاره ..
                                المسلمون فى كل المدينة محزونون باكون بعد أن شيعوا الزهراء – آخر بنات النبى – إلى القبر , و لم يكن قد مضى على رحيل 
                                المصطفى ستة أشهر .
و فى المدينة – فى نفس الثرى – اجتمعت الأسرة : جثمان الرسول صلى الله عليه و سلم , و زينب , و رقية , و أم كلثوم ... و فاطمة ... رضوان الله عليهمن أجمعين .
و انتهت الحياة الأرضية للزهراء , و لكن التأثير كان عظيما فى الحياة الدينية و السياسية فيما بعد , فقد ظهر الشيعة , و حدثت مأساة كربلاء , و قامت الدول الفاطمية ... تأثير بالغ الأثر .
صلى الله على محمد
و رضى الله عن الزهراء 
و عن آل البيت كلهم 
و عن المسلمين أجمعين
مصطفى سلام
          
                                
                    
No comments:
Post a Comment