ألفاظ لها أصل
باش
كلمة تركية معناها : رأس أو طرف أو قمة أو زعيم أو قائد ، أو المبدأ أو القاعدة أو الأساس .
و يضاف إليها كلمات مثل : باشكاتب ( كبير الكتـّاب ) ، باشحكيم ( الطبيب الأول أو كبير الأطباء ) ، باشتمرجى ( رئيس التمورجية ) – و فى بعض البلاد تطلق كلمة : (باش عدل ) على مساعد القاضى و كاتب المحكمة .
باشا
كلمة تركية مأخوذة من الكلمة الفارسية : " بادشاه " ، و تدل على أعلى الألقاب التى كانت تستعمل فى تركيا و الولايات التابعة لها إلى عهد قريب .
و بالرغم من أن اللقب كان فى البداية يمنح للعسكريين ، إلا أنه كان يمنح لبعض كبار الموظفين المدنيين من غير رجال الدين .
و قد كان أول استعمال لهذا اللقب فى القرن الثامن ، و كان يمنح للنساء أحيانا و قد منح هذا اللقب مرة واحدة فى القرن التاسع عشر لوالدة الخديو اسماعيل باشا.
و أحيانا – فى عهد السلاجقة – كان اللقب يمنح أيضا لرجال الدين الذين كانوا يرافقون الحملات العسكرية .
لقد كان لقب باشا يمنح لحكام الأقاليم و للوزراء ثم أصحاب المناصب المماثلة، و إلى رجال الجيش من رتب : مشير ، برنجى فريق (فريق أول ) ، لواء .
و بعد سقوط الدولة العثمانية على يدى مصطفى كمال أتاتورك ، ألغيت الرتب و احتفظ العسكريون وحدهم بلقب باشا ، حتى ألغى نهائيا سنة 1934 .
معنى اللفظ :
أولا : أقوال ضعيفة :
1- قيل إن أصلها فارسى وهو : باى شاه و معناها قدم الملك .
2- و قيل إن أصلها تركى و هى مشتقة من الكلمة : باش بمعنى رأس أو زعيم
3- و قيل إنها مأخوذة من الكلمة التركية : باش أغا – ومعناها الأخ الأكبر.
أما الرأى الأقرب للصواب فهو :
فهو أنها مأخوذة من اللفظ الفارسى : بادشاه و معناه ملك أو سلطان .
بصمجى
بالطبع كلنا نعرف المعنى الدارج لهذه الكلمة ...
لكن هناك كلمة مشابهة هى : الباصْمجية ، و هى كلمة أوزبكية تعنى قطاع الطرق !!!
ففى عام 1918 قامت حركة ثورية فى التركستان – إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتى السابق – و استمرت حتى عام 1930 و ما بعد ذلك ، و قد أطلق السوفييت على القائمين على هذه الثورة لقب : الباصمجية – بالمعنى الأوزبكى – و كانت أوزبكستان أيضا تابعة للسوفييت .
نستخدم فى تعاملاتنا اللغوية كثيرا من الألفاظ لا نعلم مصدرها ، و نخــــلع عليها معان خاصة ، و لا نعلم من أين أتتنا هذه الألفاظ ، و ما مدى انتمائها إلى لغتنا العربية الأصيلة .. و من هذه الألفاظ : لفظ " بلطجى !!"
و الكلمة أصلها تركى مركبة من كلمتين هما : " بالطه – جى " و معناها : " حامل البلطة " – و البلطة هى أداة تشبه الفأس كانت تستخدم فى الحروب فى العصور الوسطى و تستخدم حتى الآن فى قطع الأخشاب و الأشجار .
و لقد أنشئ فى البلاط العثمانى القديم فرقة تتألف من أربعمائة رجل – و تقوم هذه الفرقة بحراسة أمراء البيت المالك و أميراته ، و حريم السلطانى و يضعون فوق رءوسهم قلنسوة ( تشبه الطاقية ) من الصوف طويلة مدببة الطرف .
و تصحب هذه الفرقة الحريم أثناء الحرب و يسيرون إلى جانب العربات المقلة لهن و يضربون خيامهم حول خيامهن .
و كان قائدهم يلقب بـ " بالطه جيلر كخياسى " و هو يحمل أوامر السلطان إلى الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) ، و يساعد الوعاظ فى النزول من المنبر فى المولد النبوى !
و قد خدم بعض من أكابر البلطة جية فى مناصب هامة ، إذ تولى بعضهم خدمة والدة السلطان و غيرها من الأميرات – كرؤساء لمعدى القهوة (قهوجى باشى ) !! ، و بعض منهم تولى منصب الصدر الأعظم ، و من أشهر هؤلاء " بالطه جى محمد باشا "- الذى هزم بطرس الأكبر على نهر بروث سنة 1711 ، و منهم " نوشهرلى إبراهيم باشا .
هذا هو أصل الكلمة ، تُـرى كيف تحول هذا المعنى إلى مفهوم البلطجة المعروف بيننا ؟
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment