المصريون
من رباعياتهم
---
دراسة قمت بها على الرباعيات التى دعى إليها الأستاذ محمد سعيد ( صفحات العمر) و شارك فى كتابتها عديد من المبدعين من أبناء هذا المنتدى الرائع .
لقد تمت الدراسة على عدد ( 111 ) رباعية كتبت حتى تاريخ إجراء هذه الدراسة :
أولا : كانت النتائج كالآتى :
المصريات و الهموم المصرية : 38 رباعية . بنسبة : 34.23% تقريبا
مشكلة انفلونزا الطيور : 15 رباعية . " : 13.51% "
الحكمة : 15 رباعية . " : 13.51% "
الحب و مشكلاته : 13 رباعية . " : 11.71% "
اليأس و الإحباط : 10 رباعيات " : 9.009% "
الدعو إلى الأمل : 8 رباعيات . " : 7.2 % "
الدينيات : 2 رباعينان . " : 1.8 % "
الأم : 1 رباعية واحدة . " : 0.9 % "
منوعات : 9 رباعيات " : 8.1 % "
ــــــــــــــــــــــــــــ
111 رباعية
ثانيا : التعليق :
1- استأثر الوطن بنصيب الأسد من مشاركات الرباعين ( مبدعى الرباعيات ) , و لا يدل ذلك إلا على تمسك المصريين بمصريتهم , رغم أن العديد من هذه الرباعيات إنما كتبها مبدعوها تعبيرا عن الشكوى من سوء الأحوال فى مصر , بل إن بعضهم يقسو عليها بحدة خرجت عن النطاق , و لكنها الغيرة التى دفعت الجميع إلى الكتابة عن مصر و شئونها و شجونها .
و من بين ما يستنتج من هذه الرباعيات المصرية أن المصريون شعب شكاء – منذ أيام الفلاح الفصيح الذى تقدم بشكواه إلى الفرعون – و لكن نادرا ما نجد من يحث على العمل ... بمعنى أن ملكة النقد لدينا عالية القدرة , و القدرة على العمل منخفضة الهمة .
2- و تناولت الرباعيات المشكلات الملحة و الكوارث الملمة التى تجتاح مصر حاليا – و على رأسها بالطبع – مشكلة أنفلونزا الطيور .. ما شاك و مطالب بمقاطعة الدواجن , و منهم من يرفع الصوت شاكيا تأثير ذلك على اقتصاديات المواطنين و ضيق أبواب الغذاء أمامهم بعد تأثر سعر اللحوم و الأسماك بما انتاب الثروة الداجنة فى مصر .
3- و الشعب المصرى يتميز بالحكمة و فلسفة الأمور و الشدائد التى تمر عليه – يتبدى ذلك فى حرارة الحكم التى خرجت من أفواه المبدعين الرباعين التى صبوها شعرا فى رباعياتهم ... و لقد ورثنا هذا الميل إلى الحكمة جراء عهود الظلم و القهر التى مرت بها مص , و قد كانت – فى زمان سابق – كلمات الحكمة تنساب من أفواه الجدود و الجدات .. و من بعدهم الآباء .
4- أما عن الحب , فلم أكن أتخيل أن يتأخر ترتيبه إلى هذه الدرجة , و كنت أظن أن شباب الرباعين هم أولئك الذين يفيض شعره بالحب , فإذا به يفيض بالحكمة , و يتركون الحب لمن هو أكثر منهم نضجا !!!
5- و يحتل اليأس و الأمل مرتبتين متتاليتين , يسبق فيهما اليأس الأمل !! , و لعل ذلك يرجع إلى تراكم المشكلات فى المجتمع , و فقدان الثقة فى المسئولين المناط بهم حل هذه المشكلات , و ضعف بصيص الأمل فى مستقبل أفضل . علما بأن اليأس و الأمل هنا لا يدوران حول أمور الوطن فحسب , و إنما حول الحياة بأسرها : أمل فى غد , و يأس من حاضر .
6- الأمر الذى يثير الاستغراب أن أمور الدين قد أتت فى ذيل اهتمامات الرباعين , و لعل ذلك راجع إلى انشغال الناس بمشكلاتهم الحياتية , أو أنهم يعلون الدين إلى مستو أعلى من الشعر .
7- أما عن الأم و فضلها و الاحتفاء بها – فلم تنل إلا رباعية واحدة .. للأسف الشديد .
هذه قراءة عاجلة لاتجاهات المبدعين من الرباعين الذين دعاهم الأستاذ محمد سعيد لمشاركته فى متابة الرباعيات . و أعتقد أن الأمر يحتاج منكم إلى المشاركة فى هذا التحليل حتى تكون الدراسة أكمل .
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment