بعد العاصفة
لاشك أن مصر مرت فى الأيام القليلة الماضية بما لم تمر به من قبل , اجتاحتها أنواء الانتخابات و عواصف الاتهامات : كل يتهم غيره , المرشحون و الناخبون – بل و بعض القضاة - يتهمون الأمن , و الأمن يتهم الناخبين و المرشحين .. و بين هؤلاء و أولئك وقف شعبنا مشدوها مذهولا من هول ما حدث متسائلا عن المسئول عن بشاعة ما وقع , وكل المشاركين فى تلك الوقائع ينفى عن نفسه الاتهام بالبلطجة و تحويل أعظم عملية ديمقراطية إلى معارك طاحنة استخدم فيها منوعات من الأسلحة التى أودت بحياة البعض و ذهبت بغيرهم إلى المستشفيات جرحى و مصابين بعاهات .
ألا يستحق شعبنا أن يقف على حقيقة ما حدث ؟ و لكن كيف ؟ أعتقد أن الأمر يحتاج إلى لجنة تقص للحقائق تتكون من كبار رجال القضاء - حماة العدالة - و بعض ممن يثق فيهم شعبنا من مختلف التيارات و المذاهب .. تتقصى و تجلى لنا الأمر , و ليكن بعد ذلك الحساب والوقوف وقفة الحزم التى لا تسمح لمثل هذه المآسى أن تحدث مستقبلا .
أما إن قلنا ( آهى عدت ) فسيكون ذلك فتحا لسنة مبتدعة متبعة فى كل انتخابات قادمة ( و كل بدعة ضلالة).
أكتب هذا و قلبى مفعم بالأسى لما حدث , و عقلى مطمئن تمام الاطمئنان إلى ذهاب هذه الكلمة أدراج الرياح نظرا لأن هناك من ستفضح سترهم وتنكأ جراحهم نتائج مثل هذه اللجنة .
مصطفى درويش سلام
No comments:
Post a Comment