Wednesday, January 20, 2010

بيتهوفن و سيمفونيته التالسعة

لودفيج فان


بيتـــــــــــــهوفن


1770 - 1827


وسيمفونيته التاسعة


1824



الأمير رودلف – نمساوى – كان يتكفل براتب سنوى للبائس الفقير بيتهوفن حيث كان تلميذا له يتولى بيتهوفن تعليمه العزف على البيانو و فى عام 1818 نودى بهذا الأمير مطرانا على إحدى المقاطعات النمساوية , فأزمع بيتهوفن أن يححيه بإهدائه موسيقى لقداس خاص , و لكنه لم يتعجل فى إنهاء هذا العمل نظرا لانشغاله فى أعمال أخرى تدر عليه دخلا محدودا و لم يستطع أن يتم هذا القداس إلا فى عام 1822 , نظرا لانكبابه أثناء تأليفه على تأليف عمله الأعظم " السيمفونية التاسعة " .. التى تعد أروع إنتاج موسيقى أخرج للناس على الإطلاق , بلغ فيها بيتهوفن قمة الإبداع و المجد , حيث أضاف إليها فى نهايتها أنشودة غنائية كورالية وضع كلماتها الشاعر الألمانى شيللر.. ترجم عنوانها الدكتور محمود الحفنى إلى " إلى السعادة " التى لم يحس بها بيتهوفن فى حياته أبدا , و إنما أرسلها إلى الناس بموسيقاه , بينما ترجمه الدكتور حسين فوزى إلى " نشيد الفرح" ..

كان بيتهوفن يعانى من ثقل فى السمع .. و لكن الأمر انتهى به إلى الصمم الكامل منذ عام 1818 و لم يعد يستطيع التفاهم مع الآخرين إلا عن طريق كراسة يكتب فيها ما يريد و يرد الآخرون عليه فيها بالكتابة .. و كان يسميها كراسة المحادثة .

و لكن بيتهوفن يحاول دائما أن يخفى أمر صممه عن الناس , و فى خريف عام 1823 كان سيقدم على المسرح أوبرا (فيديليو ) , و أراد مدير المسرح- و هو لا يدرى شيئا عن صممه - أن يقود بيتهوفن بنفسه الأوركسترا , و منذ اللحظة الأولى ظهرت عدم صلاحيته , فقد كان يعطى أوامر المايسترو فى غير موعدها – لأنه لا يسمع – مما أدى إلى اضطراب الموسيقيين .. ارتبك الجميع , و لما رأى ارتباكهم قدم الكراسة إلى صديقه (شندلر) يتساءل , فرد عليه الصديق ( لم يعد الأمر يستقيم ) .. فألقى بيتهوفن بعصا القيادة و انصرف حزينا .

و فى عام 1824 .. و لأول مرة تعزف السيمفونية التاسعة ..بفرقة مؤلفة من عدد كبير من الآلات و عدد ضخم من اصوات الكورال , و تكريما لبيتهوفن عهدوا إليه بقيادة الأوركسترا !!! كيف؟ لقد وقف بيتهوفن – و وجههه طبعا إلى الفرقة – و وقف خلفه المايسترو (أوملاوف ) و نبه على الموسيقيين باتباع هذا الأخير لا بيتهوفن

و انتشى الجمهور بما لم يسمعوامثله من قبل !! حتى إذا ما انتهت الفرقة من العزف و الغناء , ضجوا مهللين مصفقين بشكل لم يحدث من قبل !! , كل هذا و بيتهوفن لا يسمع شيئا !! و لم يلتفت إلى الجمهور .. حتى قامت المغنية الأولى فقبلته و أمسكت بذراعيه و أدارت وجههه إلى الجمهور ليسمع بعينيه ما لم يستطع أن يسمع بأذنيه ...

و كانت لحظة الألم العظيم مواكبة للحظة النصر العظيم .. فقد عرف كل أهل فيينا حينذاك ما ألم بالرجل .. فاعتزل الناس و انحبست عنهم أخباره .

و قد ترجم المرحوم الدكتور حسين فوزى النشيد الكورالى الذى تضمنته السيمفونية التاسعة .. و يسعدنى أن أنقل إليكم الترجمة




نشيد الفرح


للشاعر الألمانى شيللر


-------

يا جذوة الفرح , أيتا القبس الإلهى الجميل ..

يا بنت وادى الهناء ..

إننا لنرد قدسك نتلظى بنبوتك ..

يا بنت ماء السماء.

ليحتضن البشر بعضهم بعضا ..

و هذه قبلة أرسلها للناس جميعا ..

أيها الملايين : اسجدوا لفاطر السموات و الأرض ..

خلقكم فسواكم ..

و ميدى أيتها الأرض أمام ربك ..

إننا نسأله الرحمة و الغفران ..

يا أيها الفرح ضم شمل النازحين ..

و من مزقتهم صروف الأحداث

فالناس جميعا إخوان ..

فظللهم بجناحك ..

أيها الفرح العلوى .

(تكرار)

------------

و انتهت حياة الرجل نهاية مأساوية .. فهل تسمحون لى بالعودة إليه قبل نهايته ,و اثناءها ؟


مصطفى سلام

No comments:

Post a Comment