الأميران
أمير الشعر و أمير الطرب
(شوقى و عبد الوهاب )
· سنة 1920 : كان الصبى الضعيف عبد الوهاب يغنى فى مسرح عيد الرحمن رشدى , استمع إليه أحمد شوقى , خرج من المسرح إلى حكمدار العاصمة طالبا منه منع عبد الوهاب و غيره من الصبية من العمل على المسارح حفاظا عليهم .
· سنة 1925 : فى فندق سان استيفانو بالإسكندرية : أقام معهد الموسيقى العربية حفلا اشترك عبد الوهاب - باعتباره طالبا به - بالغناء فيه .. سمعه شوقى فأعجب به .. و قامت بينهما صداقة لم بنهها إلا موت شوقى سنة 1932 .
· توثقت العلاقة بينهما حتى أن شوقى أعد لعبد الوهاب غرفة خاصة به فى فيلته (كرمة ابن هانئ ) .
· لم يفترقا أبدا ليلا أو نهارا , فعبد الوهاب اعتبر شوقى والدا له , و شوقى اعتبر عبد الوهاب ابنا له , و كانا يمضيان الصيف معا فى لبنان ثم فى أوربا .
· سنة 1927 : توفى والد محمد عبد الوهاب : كانا فى لبنان , و كان عبد الوهاب مرتبطا بإقامة حفل فى الفندق الذى يقيمان فيـه , و فى نفس يوم الحفل قرأ عبد الوهاب نعى أبيه ( عبد الوهاب محمد الشعرانى ) فى جريدة المقطم .. و قرأها شوقى .. استدعى شوقى متعهد الحفل و طلب منه تأجيل الحفل لهذا السبب , ذهبا – الأميران – لزيارة طه حسين الذى كان معهما فى نفس المصيف – عاليه – فقال طه حسين لعبدالوهاب بعد أن واساه : إن الفن تعبير: عن الفرح و عن الحزن أيضا , فلم لا تعبر عن حزنك بالغناء بدلا من التعبير عنه بالدموع ؟ .. و غنى عبد الوهاب كما لم يغن من قبل , و حتى الرابعة صباحا .
· كان جو الفن حين ظهر عبد الوهاب موبوءا فاسدا , و كان يُنظر إلى الفنانين نظرة كلها احتقار – فالفنانون ليسوا سوى عوالم و بلطجية , و لكن شوقى نقل عبد الوهاب إلى عالم آخر يُحترم فيه الفنان الذى يتميز بالثقافة و السلوك الطيب الجميل .
· أتاح شوقى لعبد الوهاب الفرصة للقاء أكيرالشخصيات المصرية فى ذلك الحين : عبد الخالق ثروت , عدلى يكن , سعد زغلول , أحمد لطفى السيد, طه حسين ..الخ .
· حين بدأ عبد الوهاب تلحين ( فى الليل لما خلى ) كلمات شوقى , قال له : "أنا حألحنها تلحينا يعجبك " فقال له شوقى : " ما تلتفتش لودنى , أنا ودنى حتروح .. انت اعمل للجيل اللى جاى " .. نظرة مستقبلية !!
أميران : أحدهما أمير الشعراء , و الآخر أمير الفن و الطرب .. كانا ينتميان إلى زمن الأصالة و احترام الذات .
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment