الإسلام و العلم
* " عجز الإسلام عن التطور و عن قبول أى عنصر من عناصر الحياة المدنية فاجتثت من قلبه كل بذرة من بذور الثقافة العقلية " ..... إرنست رينان فى كتابه " ابن رشد و مذهبه ".
إرنست رينان : مفكر فرنسى فى القرن التاسع عشر يتميز بالتعصب العنصرى و الدينى و يرى أن العقلية الإسلامية غير قادرة على الإبداع .
* " الإسلام عقبة فى سبيل العلم و الحضارة " ... هانوتو فى مقالات له .
هانوتو : مفكر فرنسى من القرن التاسع عشر أيضا متعصب ضد الإسلام .
و قد تولى الأستاذ الإمام محمد عبده الرد على هذين المتعصبين , فقال إن تلك أحكام يسوق إليها التعصب و الهوى , فالإسلام إنما يحث على
استعمال العقل و ينهى عن التقليد و التعلق بالمعتقدات و العادات , بل إن الاسلام يحض على البحث و الاستقلال فى الرأى و الاستدلال لمعرفة
الكون .
يشهد التاريخ على أن الإسلام قد سار مع العلم جنبا إلى جنب , لم يكد يمر قرنان على ظهور الإسلام حتى نبغ المسلمون فى جميع فروع المعرفة
حتى أن عالما غربيا قال : " أقامت النصرانية ستة عشر قرنا و لم تأت بفلكى واحد , و أخذ المسلمون يبحثون فى هذه العلوم بعد وفاة نبيهم ببضع
سنين ".
و لقد قال نبينا صلى الله عليه و سلم : " اطلبوا العلم و لوبالصين " ..
و ما كان من نبيه – الأمى – بعد هجرته إلى المدينة من سماحِه بإطلاق سراح كل أسير من أسرى مكة أن يعلم اثنى عشر فتى من المدينة القراءة و
الكتابة – إن كان فى مستطاعه ذلك ...
و لقد اعتبر الإسلام أن مداد العالِم يعدل دماء الشهداء ..
ثم إن أول آية نزلت من القرآن القرآن الكريم .. تلك الآية الحاضة على العلم : " اقرأ ..."
كيف يمكن لدين كهذا أن يكون عقبة فى طريق العلم و التقدم العلمى ؟
لقد حمل المسلمون شعلة العلم و العرفان للبشرية كلها طيلة خمسة قرون : فهم الذين نقلوا التراث اليونانى من فلسفة و علوم و رياضيات ,
هم الذين نموا علوم الزراعة و الفلك , هم الذين أنشأوا الجبر والكيمياء, هم الذين أقاموا المكتبات و المدارس , هم الذين علموا أوربا الفلسفة فى قرطبة و الطب فى سالرن .
و يخلص الإمام محمد عبده إلى أن الإسلام يفوق الأديان الأخرى بطابعه العقلى الذى يسوق الإنسان إلى الكشف عن أسرار الكون و التعمق فى معرفة النفس البشرية مسترشدا بنور العقل و بالحرية الفكرية .
يقول الإمام محمد عبده :
* صاح ( الإسلام ) بالعقل صيحة أيقظته من سباته , و هبت به من نومة طال عليه الغيب فيها (رسالة التوحيد ص151)
* أطلق ( الإسلام ) سلطان العقل من كل ما كان قيده , و خلصه من كل تقليد كان استعبده , و رده إلى مملكته يقضى فيها بحكمه و حكمته (رسالة
التوحيد ص 152 ).
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment