الهئ المئ !!
يقول الحكيم الصينى كونفوشيوس : " لست أبالى بمن يسن للناس شرائعهم , و لكنى أبالى بمن ينظم لهم أغانيهم " , و يقول البعض : " إذا أردت أن تعرف روح شعب فاستمع إلى موسيقاه " .
و حين دخل الاستعمار البريطانى إلى مصر سنة 1882 لم تغب عن فكره مثل تلك الأفكار, فوضع الخطط لتنفيذ استراتيجية تقوم على توظيف الأغنية فى بث البلادة و الخمول فى شعبنا, و ذلك بابتكار الألفاظ الملونة بألوان جنسية و بالخروج على تقاليد المجتمع الأصيلة , و اللحن الذى يقوم على التكرار و الإعادات حتى ينصرف الجمهور طوال الليل إلى الاستماع و الانصراف عن العمل الجاد و نشر الآفات الاجتماعية و إطلاق الغرائز.
و لتحقيق ذلك تم :
1- إصدار الديكريتو ( القرار ) الخديوى سنة 1890 بتنظيم أعمال حرف الآلاتية ( الموسيقيين) و الصنادقية و القفاصة (صانعى الأقفاص ) و السروجية و القلافطية و الطرشجية و الســـــقائين ( انظر مكانة الفن !! ) .
2- إنشاء شركات الاسطوانات التى تحقق هذا الهدف : بيضافون , أوديون , بوليفون .
من قبل ذلك كان الغناء مزدهرا على أيدى عظام من أمثال محمد عثمان و عبده الحامولى ( أول من لحن و غنى قصيدة " أراك عصى الدمع " التى شدت بها أم كلثوم ثلاث مرات : مرة بتلحين الحامولى سنة 1926 , ومرة بتلحين زكريا أحمد 1946 , و أخيرا بتلحين السنباطى 1964.
و بدأت الخطة الخبيثة تأتى بثمارها :
غنت منيرة المهدية ( سلطانة الطرب ) الأغنية الشهيرة :
ارخى الستارة اللى ف ريحنا .. أحسن جيرانك تجرحنا
يا فرحانين يا مبسوطين .. يا مزقططين بالأوى يا احنا
معذرة عن عدم تكملة كلمات الأغنية , فبقية الكلمات يعاقب عليها القانون !!
و غنت رتيبة أحمد :
الهئ المئ فى دهبية .. حبيبى جانى الليلة ديه
( بقية كلمات الأغنية يعاقب عليها القانون)
و غنى صالح عبد الحى :
عاشق و ليه تلومونى
.. ........................
( بقية الكلمات لاتسمح أخلاقى بكتابتها , و لا القانون(
و غنت الست نعيمة المصرية ) مطربة البكوات و الباشوات) :
ما تخافشى عليا .. أنا واحدة سيجوريا
فى الحب يا إنت .. أنا واخدة البكالوريا
و يغنى عبد اللطيف البنا :
على السلـّم و دعنى ... (بااااااااااااااااس كفاية(
و تعود سلطانة الطرب :
قالت لى يا واد يا نوبى .. انت منايا و مطلوبى
)بقية الكلمات : يييييييييييه نيلة خالص(
)لست أدرى كيف لم نقدم إلى المحاكمة بتهمة القول الفاضح العلنى(
و مما يذكر أن أغنية منيرة المهدية ( ارخى الستارة ) كانت السبب فى فرض الرقابة على المصنفات الفنية فى ذلك الحين .
و لقد كانت منيرة المهدية صديقة شخصية لرئيس وزراء مصر فى ذلك الحين ( حسين رشدى باشا ) و كان يعقد فى دهبيتها جلسات مجلس الوزراء !!!!!!!
و قد قام خصام بينهما , دعته على أثره إلى التصالح , و غنت له :
تعالى يا شاطر .. نروح القناطر
طاوعنى و دينك .. ما تكسرلى خاطر
هات الإزازة .. و اقعد لاعبنى
دى المزة طازة و الحال عاجبنى !!
و ذهبا معا إلى القناطر , و تم الصلح .
ماذا كان الرد الشعبى على هذا التدنى ؟!! .. إلى الملتقى .
مصطفى سلام
تعالى يا شاطر
ReplyDeleteالست نعيمة المصرية
كلمات : يونس القاض
لحن : الشيخ زكريا أحمد
اسطوانات بوليفون
الست نعيمة المصرية
وليست لمنيرة المهدية