Tuesday, January 19, 2010

المقامة السلامية

المقامة السلامية




خرجت ذات صباح , الشمس مبتسمة و الجو وضاح , و الهواء لذيذ منعش , و القلب رائق و مفرفش , قصدت مجلس المدينة , على بابه جثة بدينة , يسمونها بواب , بجثته يغلق أى باب, هذا العنتيل , سمح لى بالدخول , بعد أن ظرّفته بالمعلوم , من مال زائل لا يدوم , و دخلت على المكاتب , و توجهت إلى الباشكاتب,الموظفون على المكاتب جالسة , بوجوه كوجوه الأبالسة , متجمعون فى حجرة كالحفرة , كتلك التى وُجـد بها صدام , البعض صامت و البعض نيام , كيف ينامون فى الصباح , و النوم فى الليل لهم متاح ؟.

قدمت للباشكاتب الطلب , و عليه من التمغات ما طلب , فلم ينظر إليّ و لا إليه , و لم يضع أى تأشيرة عليه , و صاح بى الصيحة المعهودة , بالجملة المردودة : " فوت علينا بكره يا سيد " .. خرجت أجرجر أذيال الخيبة , و أدعو أن تصيبه ألف نايبه .

و عدت فى اليوم التالى , و ربنا الوحيد الذى يعلم بحالى , و قصدت توا إليه , و الأمل معقودا عليه , فصاح بى لائما , و هب من كرسيه قائما : " ألم أقل لك فوت علينا بكره"؟ .. " يا سيدى نحن النهارده بكرة " هكذا رددت , و عليه أجبت ... فأمسك بالطلب و مزق , و على الفرّاش نادى و صفق , " أَخِرج هذا المواطن من هنا .. وإياك أن أراك ثانية عندنا ".

دخلت إلى رئيس المجلس , فإذا هو فى وجهى يعبس , " اسمع كلام الباشكاتب , و لا ترد له أى مطالب" .

فقلت هيا إلى المحافظ , فرأيته : على كرسيه ( متبتا ) ويحافظ , محاطا بشلة المنتفعين , متزلفين و منافقين , و لا مكان لى لأصل إليه , أو حتى ألقى السلام عليه , فحملت روحى على كفى , و دسست بينهم أنفى , و مددت عنقى و هذا يكفى .

صرخ صائحا : ( ما ) هذا ؟ .. و كيف دخل إلى هنا و لماذا ؟

" على سعادة الباشا السلام , محسوبك مصطفى سلام" ...

" و عايز إيه ياسى بتاع انت ؟ " .. و لا حتى قال لى اترزع إجلس ..

" طلب قدمته للمجلس " ..

" و إيه اللى جايبك عندنا ؟"

" طالب يا باشا منك الإنصاف "

" هو انا معندش غيرك .. دا فيه غيرك مئات و آلاف , يللا امشى روح قابل رئيس المجلس "

و ضاع الحق يا سادة , بين رئيس المجلس و صاحب السعادة .... و زاد علىّ الضغط , والهم فوق دماغى حط ... و سلمت أمرى لمن لا يغفل , و قلت ما يحصل سوف يحصل .


مصطفى سلام

No comments:

Post a Comment