Monday, January 18, 2010

التصوف

التصوف

اشتقاق الكلمة :


· السراج الطوسى (ت 378 هـ )- فى كتابه اللمع : مشتقة من لبس الصوف .

· الكلاباذى (ت 380 هـ ) – فى كتابه : التعرف لمذهب أهل التصوف : اختلف الباحثون فى تفسير التصوف :

1 بشربن الحارث : الصوفى من صفا قلبه لله .

2 بعضهم : الصوفى من صفت لله معاملته و صفت له من الله كرامته .

3 آخرون : سموا صوفية لأهم فى الصف الأول بين يدى الله .

4 آخرون : سموا كذلك لقرب أوصافهم من أوصاف أهل الصفة الذين كانوا على أيام النبى (ص) .

5 الكلاباذى : سموا الغرباء لغربتهم عن الدنيا , و سموا سياحيين لكثرة أسفارهم , و سموا شكفتية نسبة إلى الشكفت (الغار أو الكهف ) لكثرة سـكناهم الكهوف والبرارى , و سماهم أهل الشام الجوعية لأنهم لا ينالون من الطعام إلا ما يقيم الأود .


يتفق كل من الكلاباذى و القشيرى (الرسالة) و ابن خلدون على نسبتها إلى لبس الصوف هى الأصح .

التصوف : ثلاثة أقسام :


1- قسم سنى : بدأ زهدا ثم تصوفا , و وضعه فى صورته الكاملة الإمام أبو حامد الغزالى ( ت 505 هـ ) , و قد استنبط مبادئه من القرآن و السنة , ثم تطور الزهد فأصبح التصوف علما له قواعده العملية .

2- قسم سلفى : كما لدى الكرامية والهروى الأنصارى , ثم عند ابن تيمية ثم عند تلميذه ابن القيم .

3- قسم فلسفى : بدأ زهدا فتصوفا ففلسفة متأثرا بفلسفة اليونان و حكمة الشرق و الفيدا الهندى و اليوجا , فأصبح التصوف ظاهره إسلامى و باطنه غير اسلامى .

و دراسة التصوف الإسلامى هى التى تعيننا على معرفة الحياة الروحية فى الإسلام , فهو جزء من الأجزاء التى يتألف منها التراث الدينى و العقلى و الشعورى للإسلام , خضع كما خضع غيره لعوامل النشوء و الارتقاء و لمقتضيات السمو و الانحطاط .


البداية :


· ابتداء : كانوا يلقبون بالزهاد ثم بالعباد ثم بالمتصوفة .

· ابن خلدون : 1 – كانت طريقة السلف و الصحابة : عكوف على العبادة و زهد فى الدنيا .

2- فى القرن الثانى (إقبال على الدنيا ) جنحوا إلى الإقبال على الله و سموا بالمتصوفة . ...

· أخطأ المهاجمون فى فهم التصوف فليس التصوف خمولا و انهزاما و لا فتورا وضعفا و لا تواكلا و هوانا و رضاء بالذل .

· التصوف قوة و بأس و نضال و تصعيد بالحياة إلى أعلى و ارتفاع بالقيم الإنسانية إلى ما هو أرفع و أسمى

· من حياة الرسول صلى الله علبه و سلم و أصحابه : زهد فى الدنيا و إقبال على الله , وجهاد فى سبيله .. فقد كان (ص) كثير التحنث , وكانت حياة صحابته نموذجا للزهد و التقشف و التعبد و مجاهدة النفس و معاندة الشيطان و جهادا فى سبيل الله .

· التصوف – و هو يعمد إلى الرياضة و المجاهدة , و تنقية النفس و تصفية القلب , و المحاسبة و المراقبة .. مما يؤدى إلى الإلهام المشرق و الكشف و الوجد و المشاهدة – قد وجد بذوره الأولى فى هذه الحياة الروحية الصافية للنبى .

· إذن فبداية الحياة الروحية فى الإسلام كانت حياة محمد صلى الله عليه وسلم .

· أطلق على الزهاد من التابعين ألقابا , فسموا فريق منهم باسم النساك , و فريق آخر باسم الزهاد , و فريق ثالث باسم العُبـّـاد , و فريق رابع باسم البكائين .. و هى أسماء و إن اختلفت فى ظاهرها إلا أنها تدل جميعا الى معنى واحد هو شدة العناية بأمر الدين و قلة الإقبال على الدنيا و كثرة الذكر لله و دوام التفكر فيه و الركون إليه و التوكل عليه .

فى القرنين الأولين للهجرة :


ظهر فى ميدان التصوف :


مدرستان : اشتغلت كلتاهما بالفقه و الحديث و علوم اللغة و الشعر و علم الكلام .. إلى جوار العمل على رياضة القلب و مجاهدة النفس :

1. مدرسة الكوفة : طبعت بطابع مثالى .. اهتمت بالنحو و الشعر العفيف .. و ظاهر الحديث : و من شيوخــها : الربيــع بن خيثم (ت 67 هـ ) و جابر بن حـيان , و كليب الصيداوى , و منصور بن عمار , أبو العتاهية .

2. مدرسة البصرة : طبعت بطابع التحقيق و النقد .. النحو .. التحقيق فى الشعر , التمحيص فى الحديث . و من شيوخها : الحسن البصرى ( ت 110) و مالك بن دينار (181) و الفضل الرقاشى (129) و رباح بن عمرو القيسى , و صالح بن بشر المُـرى (172) و عبد الواحد بن زيد (177) .

هذا إلى جوار آخرين ظهروا فى بلاد إسلامية أخرى مثل ابراهيم بن أدهم (161) و تلميذه شقيق البلخى (194) .. فى خراسان .

و إلى اللقاء فى حلقة قادمة .


---------------------------------------------

المراجع :

1- الحياة الروحية فى الإسلام – دكتور محمد مصطفى حلمى .

2- نشأة الفكر الفلسفى فى الإسلام – جزء 3 – د. على سامى النشار

مصطفى سلام

No comments:

Post a Comment