ما شاء الله
الأستاذة لميس الإمام :
مقالك هذا – يا سيدتى – لا يكتسب أهميته من منطلق واحد ، بل من عدة منطلقات :
1- بداية لقد أحسست بك شاعرة تقدمين إلىّ على مائدة الفكر وجبة ثقافية دسمة سيظل عقلى يجول فوقها و يصول ، و يعيد قراءتها و يزيد فيستفيد ، إن أسلوبك فى التقديم هو الذى أجلسنى مشدود البصر مشدوه العقل أمام ما خطه يراعك عن هذه القمة العربية الشامخة .
2- يأتى بعد ذلك تلك الخطوة الهائلة من سيادتك لتقديم شخصية غير مصرية إلى جموع النثقفين المصريين ، و دعينى أهمس فى أذنك – يا سيدتى – أن الغالبية من المثقفين المصريين لم تمتد بهم ثقافتهم إلى خارج البوتقة المصرية ، فأن تتكرمى و تقدمى إلينا مثل هذه القمة اللامصرية ، فإن هذا عمل يروق لى كثيرا ، بل و أدعو و ألح عليه ، و يحضرنى هنا أنى قد طلبت إلى واحد من نشطاء منتدانا – و هو نوبى – أن يتكرم علينا بفتح نافذة للثقافة و التقاليد و التاريخ النوبى ، يرحب يها المنتدى – القاعة الثقافية – و يبدو – إن حسُن ظنى أنه يستعد لذلك ، و إن ساء ظنى فأعتقد أنه قد ألقى برجائى فى سلة المهملات .
و برغم الخطوط العريضة التى رسمتها لشخصية هذا المبدع السعودى ، فإنى أتمنى أن تفيضى علينا بالمزيد من أعمال هذا المبدع – غيرهذه القطرات ، و ذلك حتى يزداد اقترابنا منه ، و تتعمق معرفتنا به .
ما أروع ذلك الغيث الذى همى من قطر قلمه إلى الشباب .. نظرة و الله ثاقبة ، و حكمة بالغة ، و لطالما بُح صوت الناظرين إلى المستقبل بضرورة استغلال ما أفاء الله به على العرب كى يتحولوا إلى قوة منتجة للحضارة لا مستهلكة لها ، لطالما حذر العقلاء من قسوة نفاد الثروة – ثروة الحظ التى لا يد لنا فى صنعها – دون التحول بواسطتها إلى دول ذات شأن بين دول بالغة ذروة الرقى وهى أقل منا فى كل شئ : ما عدا الإرادة و العزيمة و الرغبة فى التقدم .. إنه يا سيدتى استرخاء حضارى ، ندفع ثمنه الآن ، و سوف تعانى الأجيال القادمة فى سداد الفواتير .
إن العالم العربى – يا سيدتى – كا قال هذا المبدع – يعج بالقمم العلمية .. لكن سوء الإدارة و عدم قيام الحياة على أساس من العلم و التكنولوجيا ..أدى إلى هروب هذه القمم لكى تبدع و تتألق فى غير وطنها ، و كأن لا كرامة لنبى فى وطنه ...
آآآآآه يا أستاذة لميس ، و الله إنى ( أجز على أسنانى ) من الغيظ .. أليس فينا من ينتشل هذا الوطن مما سقط فيه من جب التخلف ، و يوقظه من هذا السبات الطويل !!
آسف – لقد خرجت عن الموضوع :
لا أجد يا أستاذة لميس أفضل منك سفيرة للفكر المصرى خارج مصر ، و لا سفيرة للفكرالعربى - السعودى – خاصة – إلى دولة المثقفين فى مصر.
فلا تتوانى – سيدتى – عن غمس عقولنا فى محيطات المتعة الذهنية التى تقدمينها إلينا مرصِِِِّـعة بها صفحات منتدانا المشتاق دائما إلى إبداع فكرك مخطوطا برقيق أناملك ....
دمت – سيدتى – و دام تألقك .....
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment