Tuesday, January 19, 2010

الغزالى

الغزالى


و ديفيد هيوم

فكرة السببية


(إنكار أن تكون حادثة ما سببا لحادثة أخرى لمجرد أننا نراهما متلازمتين فى الوقوع )

ديفيد هيوم (1711-1776) :


- هى مجرد تعود من على هذا التلازم أو التعاقب بحيث إذا وقعت إحداهما وقعت الأخرى و لكن هذا لايعنى ذلك وجود ضرورة عقلية لهذا التلازم .

- العقل يمكن أن يتخيل حدوث إحدى الحادثتين دون حدوث الأخرى .. فهو - العقل - يجيز استقلال إحداهما عن الأخرى .

- لكل حادثة استقلالها الذاتى عن الحادثة الأخرى , وما الرابطة السببية المزعومة إلا عادة تعودناها .

الغزالى :


- " الاقتران بين ما يعتقد فى العادة سببا و ما يعتقد مسببا ليس ضروريا - ( أى ليس محتوم الحدوث ).. فليس من ضرورة وجود أحدهما وجود الآخر , و لا من ضرورة عدم وجود أحدهما عدم وجود الآخر "

معنى الضرورة :


هى عدم إمكان تصور فكرة أو شئ على غير ما هو عليه .. فالمثلث مثلا لا يمكن تصوره دون أن يكون له ثلاثة أضلاع , فلو قلنا مثلا أن المثلث ليس له ثلاثة أضلاع فكأننا نقول : المثلث ليس مثلثا , و بذلك نمون قد وقعنا تحت طائلة قانون عدم التناقض !

أى - بمفهوم الغزالى - أن وجود ثلاثة أضلاع للمثلث (أمر محتوم الحدوث ) .

و يقابل الضرورة : الاحتمال أو الإمكان , فإننا يمكن أن نتصور - مجرد تصور - أن الماء لا يغلى فى درجة 100 مئوية , أو أن الحديد لا يتمدد بالحرارة !!

يلاحظ أن الضرورة هى السند الذى تقوم عليه قوانين المنطق و الرياضة , و أن الاحتمال تقوم عليه قوانين العلوم الطبيعية , فالأولى ضرورية و الثانية احتمالية .

و بناء عليه فإن إلقاء ورقة فى النار .. ليس من الضرورى احتراقها ( فيمكن لنا أن نتصور عدم الاحتراق) .. و إن كانت تحترق الآن فمن يدرينا أنها ستحترق غدا ؟ .. إنها مجرد عادة : أن تقع الظاهرتين معا : النار و الاحتراق - و بالتالى يكون الاحتراق احتماليا .

و على هذا نرى أن أبا حامد الغزالى المتوفى سنة 505 هـ قد سبق ديفيد هيوم بمناقشة فكرة السببية و بيان عدم الضرورة فيها .

No comments:

Post a Comment