الغزالى
و ديفيد هيوم
فكرة السببية
(إنكار أن تكون حادثة ما سببا لحادثة أخرى لمجرد أننا نراهما متلازمتين فى الوقوع )
ديفيد هيوم (1711-1776) :
- هى مجرد تعود من على هذا التلازم أو التعاقب بحيث إذا وقعت إحداهما وقعت الأخرى و لكن هذا لايعنى ذلك وجود ضرورة عقلية لهذا التلازم .
- العقل يمكن أن يتخيل حدوث إحدى الحادثتين دون حدوث الأخرى .. فهو - العقل - يجيز استقلال إحداهما عن الأخرى .
- لكل حادثة استقلالها الذاتى عن الحادثة الأخرى , وما الرابطة السببية المزعومة إلا عادة تعودناها .
الغزالى :
- " الاقتران بين ما يعتقد فى العادة سببا و ما يعتقد مسببا ليس ضروريا - ( أى ليس محتوم الحدوث ).. فليس من ضرورة وجود أحدهما وجود الآخر , و لا من ضرورة عدم وجود أحدهما عدم وجود الآخر "
معنى الضرورة :
هى عدم إمكان تصور فكرة أو شئ على غير ما هو عليه .. فالمثلث مثلا لا يمكن تصوره دون أن يكون له ثلاثة أضلاع , فلو قلنا مثلا أن المثلث ليس له ثلاثة أضلاع فكأننا نقول : المثلث ليس مثلثا , و بذلك نمون قد وقعنا تحت طائلة قانون عدم التناقض !
أى - بمفهوم الغزالى - أن وجود ثلاثة أضلاع للمثلث (أمر محتوم الحدوث ) .
و يقابل الضرورة : الاحتمال أو الإمكان , فإننا يمكن أن نتصور - مجرد تصور - أن الماء لا يغلى فى درجة 100 مئوية , أو أن الحديد لا يتمدد بالحرارة !!
يلاحظ أن الضرورة هى السند الذى تقوم عليه قوانين المنطق و الرياضة , و أن الاحتمال تقوم عليه قوانين العلوم الطبيعية , فالأولى ضرورية و الثانية احتمالية .
و بناء عليه فإن إلقاء ورقة فى النار .. ليس من الضرورى احتراقها ( فيمكن لنا أن نتصور عدم الاحتراق) .. و إن كانت تحترق الآن فمن يدرينا أنها ستحترق غدا ؟ .. إنها مجرد عادة : أن تقع الظاهرتين معا : النار و الاحتراق - و بالتالى يكون الاحتراق احتماليا .
و على هذا نرى أن أبا حامد الغزالى المتوفى سنة 505 هـ قد سبق ديفيد هيوم بمناقشة فكرة السببية و بيان عدم الضرورة فيها .
No comments:
Post a Comment